كأنك تراه صلى الله عليه وسلم

 

ـ كان عليه أفضل الصلاة والسلام أكمل الناس خلقًا وأجملهم ذاتًا، تام الملاحة، مكمل الجمال، وضيء الوجه ونيره، ربعةً، معتدل القامة، لا بالطويل البائن ولا بالقصير، ذا بهاءٍ وهيبةٍ، أبيض اللون أزهره مُشربًا (أي مختلطًا) بحمرةٍ، أزج الحاجبين، وهو دقة وطول يكون فيهما.
ـ أفلج الأسنان: هو تباعد ما بين الثنايا والرباعيات، وذلك بخلاف المتراص الأسنان.
أشنب والشنب: البياض والبريق في الأسنان، ويقال: برد الأسنان وعذوبتها، يراد به عذوبة الفم، ويقال: حدتها؛ ويراد بذلك طراوتها.
ـ ضليع الفم، أي: عظيمه واسعه، وذلك دال على القوة والشجاعة.
ـ أسهل الخدين، أي: غير رابيين ولا كثيري اللحم؛ فإنه يدل على العجز واللؤم.
ـ أدعج العينين أشكلهما، والدعج: شدة سواد العين مع سعتها، والشكل: حمرة في بياض العين، وهو محبوب محمود.
أهدب، أي: طويل أشفار العين، واسع الجبين.
ـ أقنى العرنين: أي تحت مجتمع الحاجبين من الأنف.
والقناء في الأنف: طوله ودقة أرنبته مع حدبٍ في وسطه، وهو مدح في الرجل، دال على كمال خلقه.
ـ بعيد ما بين المنكبين، المنكب: مجتمع عظم العضد والكتف، وهو غاية في كمال المحاسن.
ـ بسيط الكفين أي: واسعهما، شثنهما؛ وهو الذي في أنامله غلظ، وهو يحمد في الرجال دون النساء، ضخم الرأس والقدمين، منهوس العقبين، أي: قليل لحم العقب، لم يتجاوز شعره شحمتي أذنه، توفي صلى الله عليه وسلم ولم يبلغ من شيبه عشرين شعرةً بيضاء.
ـ بين كتفيه خاتم النبوة صلى الله عليه وسلم، قال السائب بن يزيد: "رأيت خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم مثل زر الحجلة" رواه البخاري ومسلم رحمهما الله .. والحجلة: بيت من ثياب كالقبة لها أزرار كبار وعُرًى تُسمى بَشخَانَة.
ـ في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته، كان إذا ادهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية، فقال رجل: وجهه مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل الشمس والقمر، وكان صلى الله عليه وسلم مستديرًا، ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده صلى الله عليه وسلم.
(شمط بكسر الميم أي: ابتدأ به الشيب، وشعث رأسه: أي تفرق شعره، وهو بكسر العين).
ـ في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مسست ديباجة ولا حريرةً ألين من كفه صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكًا ولا عنبرةً أطيب من رائحته صلى الله عليه وسلم. 
"يتكفأ": قيل: يتمايل يمينًا وشمالًا جبلةً، وقيل: الصواب: يميل إلى قُدَام، وفي حديث علي رضي الله عنه: إذا مشى يتقلع كأنما يمشي في صبب؛ وهو الحدور.