29 مارس, 2018

مقتطفاتٌ من كلمة الإمام في مؤتمر القدس العالمي.. (4) "حتى لا يخجل أحفادنا من أن نكون أجدادهم"

تُعيد بوابة الأزهر الإلكترونية، نشْرَ مقتطفاتٍ من كلمة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخِ الأزهر، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر العالمي، الذي عُقد في العاصمة المصرية "القاهرة"، خلال الفترة من 17: 18 يناير 2018، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، وممثّلين عن 86 دولة.
يأتي ذلك في إطار قرار فضيلة الإمام الأكبر؛ باعتبار عام 2018 عامًا للقدس الشريف، وخلال تلك السلسلة سوف نُقدّم مقتطفاتٍ من كلمة فضيلة الإمام بالمؤتمر، بالإضافة إلى: عددٍ من الكلمات الأخرى التي تمّ عرْضُها خلال المؤتمر، والتي أكّد فيها المتحدّثون عروبةَ القدس وإسلاميّتَها الخالصة، مشدّدين على أن قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس باطل، وأن التاريخ والقانون والأعراف الدولية قالت كلمتها؛ ليبدوَ القرارُ الأمريكي هو والعدم سواء...

حتى لا يخجلَ أحفادنا من أن نكون أجدادهم

"ما أظنكم تختلفون معي في أنَّ مؤتمرَ اليومِ يختلف كثيرًا عن سابقِيه؛ لأنه ينعقد في ظروفٍ ومُلابَساتٍ تُشْبِه السُّحُبَ الدَّاكنة التي تُنْذِر بالسيول الجارفة، فقد بدأ العَدُّ التنازُليُّ لتقسيم المنطقة وتَفتيتها وتجزئتها، وتَنصيب الكِيانِ الصهيونيِّ شُرْطيًّا على المنطقة بأسرها تأتمر بأمره، ولا ترى إلّا ما يراهُ هو ويُريها إيّاه، وما على المنطقة إلَّا السَّمْع والطّاعة، وإنّ نَظْرَةً على ما يُدَبَّرُ لهذا الوطن على شواطئ الأطلسي، ومداخل البحر الأحمر، وشواطئ شرق المتوسط، وامتداداتها، في اليمن والعراق وسوريا؛ لَجَديرةٌ بالتنبيه إلى أنَّ الأمرَ جَلَلٌ، وأنّ تَرْدادَ الخُطَب واجْتِرارَ الشِّعَارات لم يَعُدْ يُناسِبُ حَجْمَ المَكْرِ الذي يُمْكَرُ بنا، وأننا لو واجهناه بما اعتدنا مواجهتَه به منذ سبعةِ عُقودٍ؛ فلسوف تلعننا الأجيالُ القادمة، ولسوف يخجَل أحفادُنا مِنْ أنْ نكونَ آباءَهم وأجدادَهم".

الإمام أحمد الطيب ـ خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر لنُصْرَة القدس ـ 17 يناير 2018.