01 أبريل, 2018

خلال ندوة للتعريف بمذهب الإمام الأشعري.. د.عمار الطالبي: الأزهر قلعة شامخة يَشِعُّ نورها على العالم الإسلامي

ألقى د/عمار الطالبي أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، محاضرة اليوم الأحد بمقر بمشيخة الأزهر الشريف للتعريف "بمذهب الإمام الأشعري".

 أدار الندوة الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، الذي أوضح في بدايتها أن الدكتور عمار الطالبي، يعد أحد كبار علماء المذهب الأشعري، بما قدمه من دراسات وأبحاث حول هذا المنهج القويم.

حضر الندوة، د/ محمد عبد العاطي عباس، أستاذ العقيدة والفلسفة، عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بالقليوبية، ولفيف من أئمة ووعاظ الأزهر وعدد من الأئمة الوافدين.  

قال د/ عمار الطالبي إن العالم الإسلامي يشهد صراعًا كبيرًا، بسبب ما تمارسه الجماعات المتطرفة من تكفير وتهجير، حيث تبث أفكارها المسمومة في مجتمعاتنا، مستخدمة النصوص الدينية في غير سياقها الصحيح، بهدف إشعال نار الفتنة في صفوف المسلمين وتشتيت أفكارهم، موضحًا أننا لا يمكن أن نبقى في هذا الوضع الواهن الضعيف، بل يجب أن نعود بمجتمعاتنا للمنهج الوسطي.

وأكد الطالبي أن الجماعات الإرهابية هي الخطر الأكبر على المجتمعات، لأنها جاهلة بدينها، ولذا فإننا في حاجة ضرورية لتغيير حضاري ولمنهج جديد تتعدد غايته ووسائله، مشددًا على أن وحدة الأمة الإسلامية لن تتحقق إلا باتباع المنهل العذب، مذهب الإمام الأشعري الذي أعاد الناس إلى ما كان عليه هدي رسول الله وهدي الصحابة، والذي لا يكفر أحدًا ولا يفرض أحكامًا على أحد.

وأوضح أن علماء الفقه من المالكية كلهم أشاعرة، أما الشافعية والحفنية فأغلبهم أشاعرة، إلا من اتبع فكر المعتزلة والوهابية، بل وفضلاء الحنابلة كذلك اتبعوا هذا المنهج، مشيرًا إلى أنه لا غرابة في اتباع علماء المسلمين للمذهب الأشعري فقد كان ذكيًا وقادرًا على استيعاب الجميع من مختلف المذاهب والأفكار.

وعدَّد الطالبي علماء المغاربة من الأشاعرة حيث يقول ابن خلدون عن فكر الأشاعرة، إنه من أفضل الأفكار التي انتجها علماء الأديان، وأبو الحسن القابسي من تونس الذي قال إنه واحد من جملة من تكلموا بالحق، وعبد الحي المايوركي من المغرب، وأبو الوليد بن سليمان وابن عبد البر، ثم محمد السنوسي الذي كتب العديد من المؤلفات في العقيدة الأشعرية يخاطب بها مختلف الطبقات والمستويات.

وأضاف: من خلال هذا الفكر تصدى علماء المغرب الإسلامي للشيعة في القيروان وغيرها من مدن المغرب العربي، حتى كان آخر وجودهم في مصر مع نهاية الدولة الفاطمية وقيام الدولة الأيوبية.

وأشار الطالبي إلى أن مشكلة الحنابلة أنهم نفوا المجاز في اللغة، مع أن جميع أهل اللغة أكدوا على وجوده وإن لم يذكر لفظه، حيث تم استبداله بلفظ التوسع في المعنى، مشيرًا إلى أن جميع اللغات بها مجاز، كما أن علماء اللغة يرون أن المجاز من أساس النظام اللغوي، ويتم اكتشافه بتحليل اللغة.

ودعا الطالبي إلى ضرورة إحياء المذهب الأشعري، من خلال استخدام القنوات الفضائية ووسائل الإعلام والمجالس الإعلامية، لاسيما أن الأمر في الأصل أمر سياسي لقلب أنظمة الحكم، وإضعاف المؤسسات الدينية.

وشدد على ضرورة منح الفرصة للمذهب الأشعري لسد فراغ الأمية في المجتمع الإسلامي التي تعاني من أمية واضحة، ففتاوى التكفير لا تزال حية تسعى بين المسلمين تزعزع ثوابتهم، مشيرًا إلى أنه يمكن الاستعانة بفكرة الإمام المستنير محمد عبده، في ضرورة تحرير الفكر من القيود، وفهم الإسلام على مصادره الأولية، مع ضرورة إصلاح حال اللغة العربية، مع تجديد المنظومة التربوية، وتحديث الوسائل التي نملكها، لمواجهة الخطر الداخلي والخارجي.

وقال طالبي: نحن بحاجة إلى منهج جديد يغير من نفسنا ومناهجنا، فإن غيرنا تتاح له الفرصة لتغييرنا.

وفي ختام كلمته وجه د. عمار الطالبي الشكر للأزهر الشريف ولإمامه الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الأزهر هو القلعة الشامخة التاريخية العظيمة، التي يشع نورها على العالم الإسلامي من أرض مصر كنانة الله في أرضه، والتي بها حمى الله الأمة الإسلامية، وهو ما يلقي على الأزهر مسئولية كبيرة في مواجهة الجماعات المتطرفة لحماية الأمة من أفكارها المسومة وذلك باعتباره إرث الحضارة الإسلامية.


كلمات دالة: المذهب الأشعري