21 يونيو, 2018

مقتطَفاتٌ من كلمة وكيل الأزهر في مؤتمر القدس العالمي (5) .. أسباب اختلاف العلماء في زيارة القدس تحت الاحتلال

تُعيد بوابة الأزهر الإلكترونية، نَشْرَ مقتطفاتٍ من كلمة فضيلة وكيل الأزهر، الأستاذ الدكتور/ عباس شومان، خلال فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنُصْرَة القدس، الذي عُقد بالعاصمة المصرية "القاهرة"، خلال الفترة من 17: 18 يناير 2018، بحضور الرئيس الفلسطيني/ محمود عباس "أبو مازن"، وممثّلين عن 86 دولة؛ ويأتي ذلك في إطار قرار فضيلة الإمام الأكبر، باعتبار عام 2018 عامًا للقدس الشريف، وخلال تلك السلسلة تمّ تقديمُ مقتطفاتٍ من كلمة فضيلة الإمام بالمؤتمر.
 وتُوَالي "البوابة" نشْرَ مقتطفاتٍ من أبرز الكلمات، تِباعًا على مدار العام، والتي أكّد فيها المتحدّثون عروبة القدس وإسلاميّتها الخالصة، مشدّدين على أن قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس باطلٌ، وأن التاريخ والقانون والأعراف الدولية قالت كلمتَها؛ ليبدوَ القرارُ الأمريكي هو والعدم سواء.

اختلاف العلماء في زيارة القدس تحت الاحتلال راجع إلى الاختلاف في تقدير المصلحة والمفسدة من الزيارة
إن اختلاف علماء عصرنا في ما يتعلق بزيارة القدس تحت الاحتلال راجعٌ إلى اختلافهم في تقدير المصلحة والمفسدة من هذه الزيارة، فمنهم مَن رأى الزيارة تطبيعًا مع الكيان الصهيوني؛ لكون المدينة بما فيها من مقدسات تحت سيطرة الصهاينة، وأن الزيارة ستدعم اقتصادهم من خلال ما ينفقه الزائرون وقت زيارتهم وإقامتهم، وأنها ربما تعطي مبررًا للصهاينة ومَن يقف خلفهم وفي مقدمتهم أمريكا، للقول بأن المسلمين ها هم يزورون الأقصى ويصلون فيه، وأن المسيحيين يزورون كنائسهم ويصلون فيها، ومن ثم فلا ضرر ولا مشكلة في أن يبقى وضعُ القدس كما هو وتظل القضية معلَّقة. وهذا الفريق لديه كلُّ الحق في منع الزيارة في ظل الاحتلال وفقًا لهذه المعطيات. ويرى فريق آخر أن الزيارة إنما هي دعمٌ لإخواننا الفلسطينيين وتقويةُ شوكتهم وتكثيرهم، وإرسالُ رسالة للعالم بأن القدس لا تخص الفلسطينيين وحدَهم بل هي في وجدان كل مسلم ومسيحي، وهؤلاء من حقهم زيارةُ مقدساتهم. وعلى الرغم من إجازة هذا الفريق لزيارة القدس تحت الاحتلال، فإنه لا يرضى إلا أن تكون القدسُ تحت ولاية أهلها وإن طال.