07 نوفمبر, 2019

الإمام الأكبر: الأزهر يثق بحكمة الرئيس وإخلاصه في الحفاظ على الوطن والنهوض به

- الأزهر يعكف على صياغة خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الديني
- الأزهر يقاوم كل تيارات الغلو والإفساد حماية للإنسان قبل الأديان
- القرآن والسنة حذرا من الظلم في 260 موضعًا لأثره التدميري على المجتمعات

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الأزهر الشريف لديه ثقة كاملة في الله تعالى بأننا سوف نتجاوز جميع التحديات، كما يثق الأزهر بحكمة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، وعزمه وإخلاصه في الحفاظ على الوطن والنهوض به وسط عالمٍ متلاطم الأمواج، مضطرب الغابات والأهداف، مهنئًا فضيلته الرئيس السيسي والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بأطيب التهاني بذكرى مولد رسول الإنسانية محمد ﷺ.

وأكد فضيلته خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أن الأزهر خلال أكثر من ألف عام يقوم على حراسة القرآن الكريم والسنة النبوية اللذين تركهما لنا رسول الله، دفاعًا عن ثقافة الأمة ووحدتها، ودفاعا عن الوطن وتاريخه، والأزهر الآن عاكف على صياغة خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الديني، وترشيد الوعي الثقافي، والوقوف إلى جوار كل المؤسسات التي تجعل من أهم غاياتها حماية هذا الوطن من عدوى الإرهاب الفكري والجسدي، ومقاومة كل تيارات الغلو والإفساد، بمنهج إسلامي يجعل من مقاصد الشريعة في حماية الدين والنفس، والمال والعرض، حمايةً للإنسان كل إنسان، قبل حماية الأديان.

وأضاف شيخ الأزهر أن الرسول ﷺ نهى عن التخوين فقال في خطبة الوداع (واعلموا أن الصدور لا تَغُلْ)؛ ليرشد أمته وسائر الأمم إلى ضرورة مبدأ التكافل والتعاون في كل مجتمع، وأن المجتمعات التي تستبدل بهذه المبادئ مبادئ أخرى كالصراع، والتشرذم والتفتت أو التسلط والانقضاض على مقدرات الآخرين، لا مفرَّ لها من الانحلال ثم السقوط، مشيرًا فضيلته إلى أننا قد رأينا في جيلنا هذا كيف سقطت حضارات كبرى اتخذت من مبدأ الصراع فلسفة لنهضتها في الاقتصاد والاجتماع والسياسة، فما بلغت عامها السبعين حتى كانت حبرًا على ورق.. وكذلكم الحضارات التي تتغنى اليوم بالمبادئ ذاتها فإنها لا محالة ستلقى المصير نفسه إن عاجلًا أو آجلًا.

وبيَّن فضيلته أن رسول البشرية جمعاء قد حذَّر من الظلم، وكرر التحذير منه في خطبته ثلاث مرات، وذلك لأثره التدميري على الأفراد والدول والمجتمعات، وقد حذر القرآن الكريم منه في مائة وتسعين آية، كما حذر منه النبي ﷺ في سبعين حديثًا من أحاديثه الشريفة، ثم حذرنا ﷺ من ظاهرة الثأر، ومن آفات الربا، ومن العبث بالزمان ودورات الشهور وترتيبها، ثم ختم خطبته التاريخية بقوله: «وإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسُنَّة نبيه»، ثم قال: فما أنتم فاعلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، قال: «اللهم فاشهد».