18 ديسمبر, 2021

كلمـــة فضيلــة الإمــام الأكبـــر في المؤتمر العلمي الدولي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة

 

كلمـــة فضيلــة الإمــام الأكبـــر

أ.د/ أحمـــد الطَّــيِّب

شـــيخ الأزهــر الشـريف

رئيس مجلس حكماء المسلمين

 

في المؤتمر العلمي الدولي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة

بعنوان:

تَـغَـيُّر المنــاخ: التَّحــديات والمـواجهــة

بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.. التجمع الخامس. بالقاهرة

خلال الفترة من: 14-16 من جمـادى الأولى سنـة 1443ﻫ

         المــــــوافـق:   18-20 مـن   ديســـمبر  سـنـة 2021 م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حضــرات السَّـادةُ الوزراء والعلماءُ الأجلاء!

الضيوف الأعـــزَّاء!

الحــضور الكــريم!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد؛

فبدايةً أودُّ أنْ أُعرب عن سعادتي بعقدِ هذا المؤتمر البالغ الأهمية في رِحابِ جامعةِ الأزهر الشَّريف، ومشاركتكُم البحثَ في أخطرِ أزمةٍ تُواجهُ إنسانَ هذا العصر، وتَكادُ تأتي على كلِّ ما تَراكَمَ من إنجازاتِه وإبداعاتِه في مجال العلوم والمعارف والآداب والفنون على طُولِ تاريخِه الوسيط والحديث أيضًا.. وبخاصةٍ ما تفرَّد به هذا التاريخُ في حقبتهِ الأخيرةِ من وَثْباتٍ وقفَزاتٍ تِقنيةٍ حقَّقت للإنسانيَّةِ مكاسبَ وإنجازاتٍ مُذهِلة لم تتحقَّق لها من قبلُ في حياتها الماديَّةِ والاقتصاديَّةِ، والاجتماعيَّةِ والسياسيَّةِ، وغيرِها مِمَّا هو معلومٌ عن تطور العلم والفكر في الأنظمة الغربية: الرأسماليَّةِ، والاشتراكيةِ، والشيوعيةِ.

غيرَ أنَّ هذا التقدُّمَ الماديَّ الذي تميَّز به القرنُ الماضي، وما قبلَه، وعُدَّ من أعظمِ مكاسب البشريَّةِ على الإطلاق، وفُضِّلَ به هذا القَرنُ على سائر القُرون، لم يُواكبه -للأسفِ الشَّديد-تقدُّمٌ موازٍ في المجالِ الخلُقيِّ الإنسانيِّ، يُعوَّلُ عليه في تصحيحِ مَسار الإنسانيَّةِ، وتقويمِ سلوكِها حين يلتبسُ عليها الخيرُ بالشرِّ في الفكر، ويختلط الحُسن بالقُبح في العمل.

وإزاء هذه المفارقة المعكوسة في ضبطِ العلاقةِ بين التقدُّمِ المادي والتقهقُرِ الخلقيِّ في حضارة الإنسان المعاصر، تَوقَّعَ الفلاسفة والمفكِّرون خطرًا ماحقًا يَحُلُّ بالإنسانيةِ قريبًا أو بعيدًا، وقد يعود بها هذا الخطر الماحق إلى عصورِ ما قبلَ التاريخ.. ويذهب كثيرٌ من الراصدين لتطور الحضارات إلى أنَّ هذا الخطر بدأت تبدو نُذُره على استحياءٍ مع حلولِ القَرنِ التاسع عشر، وهو القَرْنُ المعروفُ بقَرْنِ مذهبِ النُّشوءِ والتطوُّر، والانفجارِ المعرفي في المذاهب العلميَّة، والمدارس الفَلْسفيَّةِ على مختلفِ مَشارِبها، بل قرنُ الثورةِ على المظالمِ الاجتماعيَّةِ وعواملِ التخلُّف البشري، لكنَّه -ومع ذلك، ورُغم كل ذلك- كان قرنَ التوسُّع في استعمارِ الشعوب، والتسلُّط على مُقدَّراتِها وسَرقة ثرواتِها، وتدميرِ قِيَمِها وثوابتها، بل كان هو القَرن الذي سُخِّرَ فيه «العلم» بموضوعيَّته وحياديَّته لخدمةِ مطامعِ الاستعمار ونِزاعاتِه السياسيةِ والقوميَّة، تدلُّنا على ذلك الدَّعواتُ العلميَّة الزَّائفة التي كانت تُروَّج في ذلكم القَرن لامتيازِ أجناس الشمال، وتفوُّقِها العقلي والحضاري على سائرِ الأجناس البشريَّة، وأنَّ الجنسَ الآريَّ هو صاحبُ الفضل الأوحَد «في كل فتحٍ من فتوحِ العلمِ والثقافةِ والحضارةِ» قديمًا وحديثًا، وأنَّ أمريكا نفسها «لم تخلُ من نصيبِها من هؤلاء الدُّعاة، وكيف لا! وقد كانت مَيدانَ نزاعٍ بين الأجناس البيضاء والحمراء والسوداء، بل ميدانَ مُفاخرةٍ بين المهاجرين الآباء أنفسهم، مِمَّن يَنْتمون في أنسابهم إلى أصولٍ مُتباينة مثل: السِّكْسُون واللاتين وأُمَمِ الشمالِ والجنوب»([1]).

ومع القرن العشرين توقَّع الناسُ أن يكون ما حدث -وسيحدُث-من تقدُّمٍ علميٍّ وفلسفيٍّ وثقافي دافعًا على تربيةِ الإنسان وتهذيبِ أخلاقِه وترقيةِ مشاعرِه، ومُعينًا له على كفكفةِ نوازعه الشريرة نحو الغلبةِ والتسلطِ والاستقواءِ على الآخر، غيرَ أنَّ خيبةَ الأمل كانت أقْسَى وأمرَّ من سابقتِها.. فلم يَكدْ ينتصفُ هذا القرنُ حتى سجَّل تاريخُه الدموي وقوعَ حربَيْن عالميتَيْن، ذهب ضحيتَهما ما يقرُبُ من ثمانين مليونًا من القتلى من خِيرة الرجالِ والنساءِ والشَّباب، دون مُبرِّرٍ منطقيٍّ، ولا سببٍ معقولٍ، اللهمَّ إلَّا انحرافَ الفكرِ وموتَ الضَّمير، وغطرسةَ الأنانية، ونَزَعاتِ العِرقِ والتفوقِ العنصري في أوروبا، وزادَ الطينَ بِلَّةً ظهورُ الرَّدْعِ النوويِّ؛ ليُمثِّل رُعبًا جديدًا للبشريَّةِ بأسْرِها، وليُمَكِّنَ قِلَّةً من الأغنياء بأنْ يَستأثروا بثرواتِ الأكثريَّةِ السَّاحقةِ من الفُقَراء.

ثم أَطلَّ القرنُ الواحد والعشرون بسياسةٍ استعماريَّةٍ جديدة، شديدةِ العُنف والقَسْوة، ما أظنُّ أنَّ أحدًا يُجادلُ في أنَّنا، نَحْنُ العربَ والمســــلمين، نعيشُ تبعاتِها -اليوم- واقعًا حزينًا ممزوجًا بالدَّمِ والتُّراب والدُّموع والخَراب.

وما أهدفُ إليه من هذه المقدِّمة هو التَّذكيرُ بما اقتنعَ به كثيرون من حكماءِ الغرب والشَّرق المعاصرين، وفرَغُوا من إثباتِه كحقيقةٍ لا تقبلُ الجدل، هذه الحقيقة هي: أنَّ التقدُّمَ العلميَّ -ولسوءِ الحظِّ- لم يُواكبه تقدُّمٌ مُوازٍ في الأخلاق، وأنَّ التطورَ التِّقنيَّ، وبخاصةٍ في مجالِ صِناعة الأسلحة الفتَّاكة، جاء خاليَ الوفاض من كلِّ القِيَمِ القادرةِ على ضَبْطِ هذا التقدُّم في الاتجاهِ الإنسانيِّ الصَّحيح، بل لُوحِظ أنَّ الحروبَ يَزدادُ سَعيرُها كلَّما تَرقَّى العلم في سُلَّمِ التطور، حتى صارَ التقدُّمُ العلميُّ واندلاعُ الحروبِ كأنَّهما فرسَا رهانٍ، يُسابق كلٌّ منهما الآخرَ ليَسبِقه.

الحـفلُ الكــريم!

يُذكِّرُنا مؤتمر الأزهر الشَّريف حول المناخ، والذي يَسعَدُ بتشريفكم اليوم، بأوَّلِ مؤتمرٍ عالميٍّ للأديان عُقدَ في لندن عام 1936م، وأسهَمَ فيه شيخُ الأزهر أيامَها: «الشيخ محمد مصطفى المراغي» -رحمه الله!- بكلمةٍ بعَثَ بها إلى هذا المؤتمر بعنوان: «الإخاء الإنساني والزمالة العالميَّة»، أعلَنَ فيها -في ذلك المؤتمر الحاشد- ألَّا مخرجَ للعالَم مِمَّا هو فيه إلَّا بالتديُّنِ والاعتصامِ بالدِّين، وأنه ليس صحيحًا ما يُقالُ من أنَّ الدِّين هو سببُ السقوط الحضاري، بل الصَّحيح أنَّ الإلحاد، والاتجاهاتِ الفلسفيَّةَ الماديةَ هي علَّةُ هذا السقوط وسببُ التخلُّف الحضاري والإنساني.. وأنَّه لا دواءَ لهذا الدَّاء العُضال إلَّا في «التديُّن والشعور الدِّيني»؛ وذلك لأنَّ هذا الشعورَ كان -وسيظل- أقوى وأشدَّ تأثيرًا في قيادةِ الإنسانيَّةِ نحوَ مرفأ السَّلام والعدل والمساواة، من كلِّ نوازعِ الإلحاد الدَّافعةِ إلى فسادِ المجتمع الإنساني.

ولم يتوقَّفِ الشيخُ عند تقرير هذا الأمر فحسب، بل تكفَّلَ بدحضِ الاعتراض الذي يُردِّدُه الملحدون، وأمثالُهم من المستهزئينَ بالأديان، في تساؤلهم الشَّهير: كيف تَدعون إلى العودة إلى الأديان وهذا هو التاريخ شاهدٌ على أنَّ الدِّينَ طالما كان باعِثًا على حروبٍ أهلكت الحرث والنَّسل؟!

وهذا الواقع المحزن صحيحٌ فيما يقولُ الشيخ المراغي، لكنَّه لا يستلزمُ أبدًا أنْ يكون الدِّينُ هو صانعَ هذه الذكريات المريرة المروِّعة؛ «فليس في طبيعةِ الدِّينٍ الإلهيٍّ ما يُؤدي إلى أيَّةِ مأساةٍ من هذه المآسي التي تُحسَب عليه زُورًا وبُهتانًا» والسببُ الحقيقي وراءَ هذه المآسي هو: استغلالُ الشعور الدِّيني لدى الجماهيرِ المتديِّنة، وتوظيفُه لتحقيقِ أغراضٍ خبيثةٍ ماكِرة، يَرفضُها الدِّين نفسُه، ويُنكِرُها أشدَّ الإنكار.

السَّادةُ الحـضور!

لا يَخفى على حضراتكم، مما هو معلومٌ ومُتيقَّن حقَّ اليقين، أنَّ الأزمةَ الجديدة التي تضربُ عالمنا اليوم هي أزمة البيئة والمناخ، وأن أخطارَها من ارتفاعِ درجات الحرارة، واندلاع الحرائق في الغابات، وسقوط الثلوج في البحار والمحيطات، وانقراض كثيرٍ من أنواع الحيوان والنبات، كل ذلك بدأت تظهر بوادرُه واضحةً للعيان، وبصورةٍ مزعجة حملت المسؤولين في الشَّرقِ والغرب على إطلاقِ صَيحات الخطر، وعقد المؤتمرات العالمية من أجل التصدِّي لأسبابِ هذه الكارثة، والعمل الجادِّ على منعِها وتجريمِ مُرتكبيها..

والذي يهمني تسجيلُه في هذه الكلمة الموجزة، هو:

أوَّلًا: التَّذكيرُ بإجماعِ الفلاسفة، أو شبه إجماعِهم، على أن المسؤول عن هذه الكوارث هو «الإنسان»، وعُنفُه في التعامل اللاأخلاقي مع الطبيعةِ وكائناتِها الإنسانيَّة وغير الإنسانيَّة، وتسخيرِها لمصلحتِه ومنفعتِه الخاصَّة، سواءٌ كان هذا الإنسان المُعتدِي أفرادًا أو شركاتٍ أو دُوَلًا ذاتَ بأسٍ لا تنظرُ إلَّا إلى ما تحتَ قدمَيها..

ثانيًا: التأكيدُ على أنَّ موقفَ الإسلام من هذه الأزمة، وهو موقفٌ يتأسَّسُ على ضوءِ نُصُوصٍ قرآنيَّةٍ ونبويَّة، هذا الموقف شديد الوضوح في تقرير وجوب احترام البيئة وجوبًا شرعيًّا، انطلاقًا من فلسفة إلهية محددة تنظر إلى عوالم الوجود، وهي: عالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد نظرة مختلفة، فهي ليست، كما تبدو في ظاهرها، عوالم مَيْتة، بل –على العكس تمامًا- هي عوالم حيَّة تتأذَّى من ظلم الإنسان وعدوانِه، بل هي عوالم تعبدُ الله وتُسبِّحه بلُغاتٍ مختلفة لا يَسمعُها الإنسان، ولا يَفهمُها لو قُدِّرَ أنْ يسمعَها، ومعلومٌ منطقيًّا أن العلاقةَ بين الحياة والعبادة والتسبيح علاقة شرط بمشروط لا يُتصوَّرُ انفكاكها بين حياةِ المُسبِّح من جانبٍ، وتسبيحِه من جانبٍ آخَر، واقرؤوا معي إن شِئْتُم قوله تعالى: ▬وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا♂ [الإسراء: 44]، وقوله أيضًا: ▬أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ♂ [النور: 41]، وقوله تعالى: ▬سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ♂ [الحديد: 1]، وآيات أخرى كثيرة تؤكِّدُ على هذه الحقيقة، وقد وقع ذلك عيانًا للنبي -ﷺ- وأخبر عنه في قولِه في الحديث الصَّحيح: «إنِّي لأعرفُ حجَرًا بمكَّةَ كان يُسلِّمُ عليَّ قبل أن أُبعثَ، إنِّي لأعرِفُه الآن»([2]).. والقرآن نفسه يحدِّثُنا أنَّ الجبالَ والطَّيرَ كانت تُسَبِّح لله مع نبيِّه داود -ڠ- وذلك في قوله تعالى: ▬وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ♂ [سبإ: 10]، ومعنى تأويب الجبال والطير: ترجيعُ التَّسبيح مع هذا النبي الكريم..

ثم تأتي قِصَّةُ بدء الخلق في القرآن الكريم لتقرِّر أنَّ الإنسان حين أهبطَهُ الله إلى الأرض، فإنما أهبطَهُ بوصفِه خليفةً عنه تعالى، أي: مسؤولًا عمَّا استخلَفهُ اللهُ فيها، ومُكلَّفًا بحمايتها من الفساد والإفساد فيها؛ وإذن فالأرضُ –في التصور الإسلامي-  أمانةٌ وضَعَها الله بين يدي الإنسان بعدما هيَّأها وأصلحها وسخَّرها لمصلحتِه، ونهاهُ نهيًا صريحًا عن الإفسادِ فيها فقال: ▬وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ♂ [الأعراف: 85].

وقد لفت القُرآن الكريم أنظارَنا، ومنذ خمسة عشر قرنًا من الزمان، إلى أنَّ بعض النَّاس سيُفسدونَ في البَرِّ والبَحْرِ، وأنَّ اللهَ سيُذيقهم من جنسِ إفسادهم لعلهم ينتهون عن عدوانهم وطغيانهم: ▬ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ♂ [الروم: 41]. وفي هذه الآية ما فيها من إعجازٍ في وصفِ واقع أليم يعيشُه النَّاس اليوم ويختنقون بتداعياته التي لا تُفرِّقُ بين مذنب وبرئ، وكيف لا! وقد حذَّر القرآن من أنَّ فتنةَ الفسادِ في الأرض إذا وقعت فإنَّ كوارثها لا تقتصرُ على المتسبِّبين وحدَهم، وإنَّما تكرثهم وتكرث معهم مَن سكت على جرائمهم: ▬وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ♂ [الأنفال: 25]..

وفي الختام اسمحوا لي أنْ أتقدمَ باسمِكُم وباسمي بخالص الشُّكر الجزيل للسَّيِّد الرَّئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهوريَّة مصر العربية، على تكرُّمه بوضع هذا المؤتمر تحت رعايتِه الكريمة، هذه الرعاية التي تؤكِّدُ اهتمام مصر وحرصها على أداء دورها والقيامِ بمسؤوليتها في مواجهةِ التحديات الكُبرى التي تواجه البشريَّة.

وإنِّي لأدعو الله -سبحانه وتعالى- أن يُوفِّق مصر ورئيسَها ومؤسساتها في استضافتها القادمة لقمة الأمم المتحدة للمناخ 2022م، وأنْ تتمخض هذه القِمَّة عن نتائج واقتراحات تحملُ الخيرَ والبُشرى في الحدِّ من مخاطر هذه الأزمة ومشكلاتها المُعقَّدة.

وإذا كان لي من توصية في آخِر هذا المؤتمر؛ فهي دعوتي إلى أن يأخذَ هذا المؤتمر في حسبانِه نداء قادة الأديان الذي وقَّعناه مع البابا فرنسيس، ورموز الديانات والمذاهب المختلفة في شهر أكتوبر الماضي، وحضره معنا معالي أ.د. محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، وأن ينبني على هذا الدور، والتعويل على التأثير المعنوي في التَّوعية بالتحديات البيئيَّة والصِّحيَّة والعلمية.

شُكرًا لحضراتكم، ولكلِّ القائمين على هذا المؤتمر من موظَّفي الجامعة وعمَّالِها وطُلَّابِها وأساتذتِها وقياداتِها.

شُكرًا لكم جميعًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

تحريرًا في: مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة:

13 من جمادى الأولى سـنة 1443ﻫ

      المــــــوافــق:    17   من ديسمبر ســنة 2021 م                          

                                                                                                               شـــيخ الأزهــر

                                                                                                               أحمــد الطـيب

 

([1]) العقاد، داعي السماء: بلال بن رباح، ص 16 (ضمن موسوعة العقاد الإسلامية، المجلد الرابع، بيرت 2015م) [بتصرف يسير].

([2]) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (2277) من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه.


كلمات دالة: