05 أبريل, 2022

خلال حديثه ببرنامج "الإمام الطيب".. شيخ الأزهر: المخلوقات ممكنة الوجود يهب الله لها الوجود ويسلبه وقتما يريد

وجود الله دائم من ذاته لذاته ووجودنا يسبقه عدم ويلحقه عدم

على العبد أن يعلم أن الكون كله هالك وأنه مجرد استعارة وستنتهي

     أوضح فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال حديثه ببرنامج: "حديث الإمام الطيب"، أن الاسم علم على الذات الإلهية، والأسماء الأعلام لا تعلل، والأسماء الحسنى منها ما هو معلل ومنها ما هو علم على الذات الإلهية، لا يسأل عن معناها، مضيفًا أنه ومن أجل ذلك قالوا: إذا كانت الذات العليا تقدست -أسماؤها وصفاتها- لا تُعلم أو لا تدرك، لا يستطيع العاقل أن يقتحم حماها، وكذلك الاسم الدال على الذات لا يستطيع العاقل أن يحلله أو أن يرجع به إلى معنى عام كما يُرجع بخالق إلى خلق أو رازق إلى رزق.

وأشار فضيلته إلى أن الوجود قضية دقيقة فوجود أي شيء هو وجود مستعار، وأي شىء في الكون لم يوجِد نفسه ولكن هناك من أوجده، والوجود بالنسبة له قد جاء من العدم، وهذا ينطبق على كل الموجودات ما عدا الله سبحانه وتعالى لا ينطبق عليه هذا المعنى في الوجود، وإنما وجوده دائم من ذاته لذاته، ومن حيث تصورت ذاته تتصورها موجودة، لايسبقها عدم ولايلحقها عدم بخلاف وجودنا -نحن- يسبقه عدم ويلحقه عدم، مؤكدًا أن معنى اسم الله يدل على هذا المعنى، على الوجود الذاتي لله سبحانه وتعالى، الذي يأتيه من ذاته واسمه واجب الوجود، أما المخلوقات في المقابل فهي ممكنة الوجود، فيهب الله لها الوجود ويسلبه وقتما يريد.

وبين فضيلة الإمام الأكبر، أن اسم الله هو البداية في القرآن الكريم، سواء قلنا: إن أول آية في المصحف هي "بسم الله" أو إذا قلنا: ﴿الحمد لله﴾، فكلمة الله موجودة هنا وهنا بدايةً، مشددّا على أن وجود الإنسان في الدنيا هو وجود مؤقت ممكن أن يؤخذ منه في أي لحظة، وأن عليه التعلق بالموجود الدائم والارتباط به والاعتقاد بأنه أول هالك في هذه الموجودات، ومن ثم يتوجب عليه البحث دائمًا على من يستند إليه مما لا يعدم، ولا يسبقه عدم ولا يلحقه عدم وهو الله سبحانه وتعالى.

وأكد فضيلته أن طبيعة الحياة الآن وطغيان الحس وظهور الإلحاد يجعل هذه المعاني وكأنها عالم من الخيال لبعض الناس ممن لا يستوعبون هذا الكلام، لذا فهذا الكلام موجه للمؤمنين الذين يؤمنون بالله وبرسوله، كما فعل نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم" حين خاطب عموم المؤمنين قائلًا؛ أصدق كلمة قالها شاعر: "ألا كل شىء ما خلا الله باطل ..."، إذًا يريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلم المؤمن أن ما خلا الله باطل وأوله هو الإنسان، مشيرًا إلى أن حظ العبد من التأله حظًّا حقيقيًّا هو أن يعيش في هذا الأمر أنه باطل وأن الكون كله هالك وأنه مجرد استعارة وستنتهي.

ويتناول فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، شرح أسماء الله الحسنى خلال حلقات برنامجه الرمضاني الذي يذاع على التلفزيون المصري، وإذاعة القرآن الكريم، وقناة أبو ظبي، وعدد من القنوات العربية يوميًّا طوال شهر رمضان المبارك.