27 أبريل, 2022

الإمام الأكبر خلال حديثه اليومي: "السميع البصير" من صفات الكمال لله تعالى يتنزه عن نقيضيهما

- صفات الله تعالى كلها أزلية قديمة وعلى المسلم أن يكون حذرًا في تناولها

- الإلحاد مكابرة واستكبار والملحد يصدق أمورًا من وراء عقله


     واصل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر ، شرح أسماء الله الحسنى، وذلك خلال حديثه ببرنامج: "الإمام الطيب"، فتناول خلال حلقة اليوم، اسمي "السميع البصير" موضحًا أنهما من الأسماء التى تذكر دائمًا مقترنة ببعضها، وأن "السميع" في حق الله سبحانه وتعالي يعني السامع لكل المسموعات، و"البصير" يعني المبصر لكل المبصرات، وأن الاسمين من صفات الكمال، يتنزه الله سبحانه وتعالي عن نقيضهما.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنه يجب على المسلم أن يكون على يقين، وعلى حذر في الوقت نفسه؛ حيث لا يعتقد أن هناك صفة يتصف بها الله -سبحانه وتعالي- حدثت بعد أن لم تكن، حيث إن كل صفاته تعالى قديمة؛ لأن ذاته قديمة.

وردًّا على سؤال: "كيف يعمل اسما (السميع البصير) في صفتي السمع والبصر قبل حدوثهما ؟" أوضح فضيلة الإمام أن صفات الله تعالي كلها قديمة، لا أول لها ولا بداية، موجودة في الأزل لا يتصور لها بداية، أي إذا ثبت لها القدم ثبت لها الأزل، كما أن ذات الله سبحانه وتعالي قديمة، ومن صفاته القدم، فلو لم يكن، ثم كان، سيحتاج إلى من يخرجه من العدم، ويبقى الإله محتاجًا إلى إله آخر، كما يقول الملحدون أو من يخضعون للإلحاد، وهو مستحيل على الله تعالى، متعجبًا من تصديق الملحد لهذه الأمور من وراء عقله، لافتًا إلى أن جزءًا كبيرًا من الإلحاد مكابرة واستكبار وبالتالي فالملحد هو في نصف الطريق.

وأضاف فضيلة الإمام الأكبر أن هناك تعلقًا للصفات، خاصة التي تتعلق بالموجودات التي توجد فيما بعد، فالقدرة مثلًا تتعلق بإخراج الموجودات من العدم إلى الوجود، ويرى العلماء أنها تتعلق بالمقدور الذي سوف يحدث تعلق صلاحية، أي إنها صالحة ومستعدة لأن تتعلق به وتخرجه من العدم إلى الوجود، بالرغم من أنها كامنة ومستقرة، فمنذ الأزل، والقدرة موجودة عند الله سبحانه وتعالى، وهى متعلقة بما سيكون تعلق صلاحية، وحين ما يأتي الوقت وتشتبك مع هذا المقدور الذى سيخرج بسببها من العدم إلى الوجود، يسمى "تعلقًا تنجيزيًّا" يتحقق حين تشتبك القدرة بالفعل مع مقدورها، وهكذا مع صفتي "السميع البصير" وأيضًا كل الصفات التي تتعلق بأفعال المخلوقات.