29 أبريل, 2022

الإمام الأكبر خلال حديثه اليومي: الله تعالى رفيق بخلقه لطيف بالبار منهم والفاجر

- التجسيد بالنسبة لله تعالى خروج عن صريح القرآن ومع ذلك لا نكفر من قال به

- العبد مأمور بأن يتخلق بأخلاق أسماء الله ويدعوه بها إلا ما كان خاصًّا بذاته تعالى

- هداية المؤمن لطف من الله ولو ترك لنفسه لكان مصيره الضلال

- خروج الشيء من نقيضه هو من لطف الله رحمةً بعباده

- أولى الناس بلطف العبد ورفقه هم أهله وزوجه

- أرفض أن تعتبر بعض الجماعات رأيها فقط هو الإسلام


     أكد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أنه يرحب برأي جماعة السلفيين، شريطة أن يكون رأيًًا من آراء العلماء والأئمة القدماء أو العلماء المعاصرين، لكنه يرفض أن يعتبروا أن رأيهم هو الإسلام وغيره خروجًا عن الإسلام.

وأضاف فضيلة الإمام الأكبر خلال حواره ببرنامجه "حديث الإمام الطيب"، أن التجسيم بالنسبة لله سبحانه وتعالى يؤدي إلى الخروج على صريح القرآن الكريم، كما أن الإسلام قائم على نفي التجسيد في الألوهية، ومع ذلك لا نصف أحدًا بأنه كافر، موضحًا أن قوله تعالى: ﴿واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا﴾، يعني في رعايتنا، وهو أمر مشروع لغة ومطلوب فهما، بدليل آيات التنزيه وآية: ﴿ليس كمثله شيء﴾، فالله تعالى يسمع ولكن ليس كما نسمع نحن، وكذلك بالنسبة إلى الإبصار.

وأشار الإمام الأكبر إلى أنّ الاختلاف في هذا الأمر، هو أشبه بمعركة كلفت المسلمين قديمًا وحديثًا وكثيرًا، موضحًا: «الله سميع بصفة اسمها السمع، وليست كصفاتنا فنحن نسمع على مدى محدود ولكنه عز وجل يسمع كل المسموعات في آن واحد، ولا يشغله سمع عن سمع أو بصر عن بصر».

وعن حظ العبد من اسمي "السميع البصير" قال فضيلة الإمام الأكبر: إن العبد يجب عليه العلم بأنّ الله يسمع ويبصر، حتى قِيل: إنه سبحانه وتعالى يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الملساء في الليلة الظلماء، وإذا علم الإنسان أن الله سميع بصير، عليه أن يراقب لسانه وأذنه وعينه خشية الوقوع في المعصية فيعلمها الله، موضحًا أن الإنسان مطلوب منه أن يتشبه بأخلاق أسماء الله الحسنى، فيكون رحيمًا عفوًّا غفورًا كريمًا، إلا ما كان خاصًّا بالذات العلية، فليس للعبد فيها نصيب، كما أن العبد مأمور بأن يدعو الله بها وأن يرزقه منها ما يستطيع أن تتحمله طاقته البشرية.

وأوضح فضيلة الإمام أن "اللطيف" صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، مأخوذة من اللطف، بمعنى الدقة والخفاء، وهو ما يوضح أن لطف الله دقيق للغاية وخفي في الوقت نفسه، وفي باب أسماء الله الحسنى معناه أن الله تعالى رفيق بخلقه لطيف بالبار منهم والفاجر، فلطفه عام لا يختص بالمؤمنين أو الطائعين والصالحين، وإلا كان مصير غيرهم الهلاك.

وأضاف فضيلة الإمام أن الله رفيق مُحسن متفضل على عباده بالأرزاق والمعاش، هو لطيف بعباده في معايشهم وأرزاقهم وهدايتهم، ولو تُرك الإنسان لنفسه لضل، وعلاقة الله بعباده هي علاقة الحب واللطف والرحمة وغيرهم من الصفات التي اختص بها الله نفسه، موضحًا أن الدنيا دار تكليف، فيها الخير والشر وأهل الخير والشر، وفيها الله سبحانه وتعالى ورحمته وعباده ولطفه، وفيها الشيطان، قائلًا «هداية المؤمن لطف من الله، ولولا أنّه عز وجل متصف بصفة اللطف لهلك من في الكون»، مضيفًا أن من لطف الله تعالى خروج الشيء من نقيضه رحمة بالعبد، كخروج اللبن من بين الفرث والدم، والحرير من الدود، والعسل من ذباب النحل، وهكذا.

وعن حظ العبد من اسم الله تعالى اللطيف، قال فضيلة الإمام: إنه على العبد أن يترفق بالعباد، سواء في تيسير الأمور وترتيبها أو في إيصال النعمة في شكل ميسور ودقيق، أو في إيصال النعم الخفية من نقيضها، موضحًا أن أولى الناس بلطف العبد ورفقه هم أهله وزوجته وجيرانه ومجتمعه.


كلمات دالة: