20 يونيو, 2022

مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يعقد صالونه الثقافي الخامس حول الثقافة الأسرية وأثرها على المجتمع

- شومان: الشريعة اهتمت بصحة الإنسان وعلى كل طرف مصارحة الآخر بمرضه قبل الزواج

- الحديدي: مركز الأزهر للفتوى يكثف نشاطه لتأهيل المقبلين على الزواج صحيًّا ونفسيًّا

- أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر: الفحص الطبي قبل الزواج لا يحدث تدميرًا نفسيًّا للطرفين كما هو شائع ولكنه يمهد لزواج ناجح


      نظم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، اليوم الاثنين، صالونه الثقافي الخامس حول الثقافة الأسرية وأثرها على الفرد والمجتمع، حيث ناقش خلاله عناية الإسلام بصحة الأسرة، وذلك بحضور أ.د عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، والدكتور أحمد شعبان، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، والدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
وقال الدكتور عباس شومان: إن الشريعة الإسلامية اعتنت بصحة الإنسان عنايةً بالغة، لا سيما بصحة المقبلين على الزواج، مشيرًا إلى أن الاهتمام بصحة الزوج والزوجة تنعكس حتمًا على الصحة الإنجابية وتخرج أطفالًا أصحاء بدنيًّا ونفسيًّا تجعل الأسرة في مأمن من الأعباء المادية والنفسية في حال انهيار صحة الأم أو الأب أو الجنين.
وأضاف وكيل الأزهر الأسبق، أن الشريعة الإسلامية رفضت عدم المصارحة بعيوب وأمراض أحد الطرفين قبل الزواج، مشددًا على أن هذا السلوك يعد غشًّا غير مقبول ويمهد حتمًا لزعزعة الثقة والاستقرار بين الزوجين ومن ثم الطلاق، مؤكدًا أن الصدق والأمانة في تناول الموضوعات بين المقبلين على الزواج هو أساس استمرار الأسرة وتماسكها وسعادتها في المستقبل.
من جانبه، قال الدكتور أحمد شعبان: إن الفحص الطبي قبل الزواج والذي يندرج تحت مصطلح الصحة الإنجابية أمر حتمي لا نقاش فيه، مشيرًا إلى أن فحوصات ما قبل الزواج تفيد في الكشف المبكر عن الأمراض الإنجابية والمعدية، ومدى إمكانية الإنجاب من عدمه، كما تعد كافة التحاليل المختلفة للمقبلين على الزواج غاية في الأهمية، لافتًا أن هذا الإجراء لا يحدث تدميرًا نفسيًّا للطرفين كما هو شائع، وإنما يعد تنبيهًا وقائيًّا للعيش بعد الزواج بشكل ناجح.
وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن التأهيل النفسي من مقومات الزواج الناجح، وغيابه يتسبب في ارتفاع نسب الطلاق، موضحًا أن العمر المناسب لزواج الفتاة هو الذي يتراوح ما بين ١٨ إلى ٣٥ عامًا، حيث تعد هذه المرحلة العمرية الأفضل والأنسب للإنجاب تفاديًا للإجهاض في حال السن المبكر، أو تشوهات في الكروموسومات وتركيباتها لو تأخر السن عن ٣٥ عامًا.
ولفت أستاذ طب الأزهر إلى أن فحوصات ما قبل الزواج في مصر أصبحت متاحة، وتؤدي الى صحة إنجابية سليمة، لكنها تعاني من بعض المعوقات، ولعل أهم هذه المعوقات تفاوت مستوى التعليم، مؤكدًا أنه كلما ارتقت مستويات التعليم كان فقه الصحة متوفرًا بشكل أكبر.
وبدوره أوضح الدكتور أسامه الحديدي، أنه في سبيل الصحة الأسرية وتأهيل المقبلين على الزواج صحيًّا ونفسيًّا؛ يعقد المركز العديد من اللقاءات الجماهيرية والندوات التوعوية، والتي من شأنها تفنيد الأفكار والمفاهيم الصحية والنفسية المغلوطة والرد على تساؤلات الجماهير، معتمدًا على الوسائل الحديثة للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين، وكذلك ترويج الحملات التوعوية عبر القنوات والصحف والمواقع المختلفة.
وأضاف الحديدي أن المركز تدخل للصلح عن طريق وحدة لم الشمل لمواجهة ظاهرة الطلاق والتي يرجع بعض أسبابها لعدم الوعي الصحي والكشف المبكر عن الأمراض قبل الزواج، فضلًا عن عدم الإفصاح عن المشاكل الصحية لدى الطرفين، وقد تدخلت الوحدة في أكثر من 68 ألف قضية خلاف أسري وتم التصالح في أكثر من 67 ألف حتى مطلع 2022م.
وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية قد بدء فعاليات صالونه الثقافي والفكري لمناقشة مشكلات الأسرة المصرية في سبتمبر من العام الماضي، والذي يعد معالجة ميدانية وفكرية لما رصده المركز من مشكلات أسرية وظواهر اجتماعية سلبية، والقيام على إيجاد حلول لها بالتعاون مع المؤسسات والمراكز المتخصصة والهيئات الفاعلة في المجتمع المصري لتحقيق استقرار الأسرة المصرية؛ مما يسهم في استقرار المجتمع وتقدمه وازدهاره بما يحقق خطة الدولة المصرية لتنمية المستدامة 2030م.