21 يونيو, 2023

بالأدلة العقلية والنقلية.. الجامع الأزهر يفند مزاعم المشككين في شعيرة الأضحية

د. إبراهيم الهدهد: المشككون يهدفون إلى تصدير صورة سيئة عن الإسلام إلى بني جلدتهم

د. محمود الصاوي: الأضاحي لها حِكم عظيمة؛ منها الاستسلام لأمر الله، واتباع سنة أبينا إبراهيم، وإقامة نوع من التكافل الاجتماعي في المجتمع

 

     عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، ملتقى “شبهات وردود”؛ لتوضيح بعض الشبهات التي تدور حول الأضحية في الإسلام، وذلك بحضور الدكتور/ إبراهيم الهدهد، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، والدكتور/ محمود عبد الرحيم الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام الديني بجامعة الأزهر، والدكتور/ مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بالقاهرة.

وخلال الملتقى، أوضح الدكتور/ إبراهيم الهدهد، أن المشككين يهدفون إلى تصدير صورة سيئة عن الإسلام إلى بني جلدتهم، فمثلًا يقولون بأن الأضحية صورة من صور العنف في حين أنهم يأكلون لحوم البقر والدجاج طوال العام، بل ويقتلونه صعقًا بالكهرباء، بينما الذبح على الطريقة الإسلامية هو أصح الطرق بشهادة علماء وأطباء الغرب.

ولفت “الهدهد” إلى أن من شبهات الغرب أيضًا زعمهم أن الطواف بالكعبة نوع من عبادة الأصنام، فكيف جاء الإسلام بمحاربة الأصنام وفي شعائره الطواف بالحجارة! وشبهتهم مردودة بما روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما قبَّل الحجر الأسود قائلًا: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك"، فتقبيل الحجر الأسود هو اتباع لتعاليم الله - جل وعلا - والمنفذ الأعظم والأمثل لتعاليم الله هو رسول الله ﷺ.

من جانبه ، بيّن الدكتور/ محمود الصاوي، أن الشبهات والشهوات هي أصل الشرور في هذا العالم، فالشبهات منها ما هو سطحي لا يحتاج إلى رد، وبعضها الآخر يحتاج إلى بعض التجلية والإيضاح؛ نظرًا لأنهم يُلبسونها لباس العلم، فالأضاحي لها حِكم عظيمة منها: الاستسلام لأمر الله جل وعلا، والاتباع لسنة أبينا إبراهيم عليه السلام، وإقامة نوع من التكافل الاجتماعي في المجتمع، والتوسعة على الأهل والأصدقاء والجيران.

وأشار “الصاوي” إلى أن عدد الأضاحي التي تذبح لا تقارن بما تستهلكه المطاعم في اليوم، حيث تشير الإحصاءات إلى أن أحد المطاعم الشهيرة يستهلك يوميًّا ما يزيد على (181) طنًا من لحوم الأبقار في اليوم الواحد، كما أنه لم تخل حضارة من الحضارات الإنسانية على مر التاريخ ولا دين من الأديان من تقديم الأضاحي والقرابين.

وختم “الصاوي” حديثه ناصحًا من لم يتمكن من التضحية، بصلة الرحم والتوسعة على الأهل والأحباب بما يستطيع، فالميسور لا يسقط بالمعسور.

في حين استهل الدكتور/ مجدي عبد الغفار، حديثه بدعوة المسلم إلى التضرع لله - جل وعلا - بأن ينجيه من الشبهات والشهوات، مؤكدًا ضرورة التحلي بالصبر واليقين، فالصبر لدفع الشهوات واليقين لدفع الشبهات.

وعن رؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام قال: إن أحلام ورؤى الأنبياء إنتاج وعطاء، أما أحلام الأشقياء فهي استهلاك وعناء. وعن زعم الغرب بأن ذبح الأضحية يعد عنفًا وقسوة، استنكر ازدواجية المعايير عندهم، قائلًا: كيف تشفقون على البقر ولا تشفقون على البشر! فكم من بشر يذبح ولا يتحرك له أحد.

من جانبه، أضاف الدكتور/ مصطفى شيشي، رئيس قسم القرآن الكريم بالجامع الأزهر، أن البعض قد يظن أن ذبح الحيوان يتعارض مع الرفق والرحمة به، وهذا فهم خاطئ، فقد اهتم الإسلام بالحيوان، وأكد ضرورة التعامل معه بالرأفة والرحمة؛ فنرى رسول الله ﷺ ينهى عن قتل العصفور قائلًا: "مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَقْتُلُ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إِلَّا سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهَا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلَا يَقْطَعُ رَأْسَهَا فَيَرْمِي بِهَا".

وبيَّن “شيشي” أن الإساءة للحيوان وتعذيبه والقسوة معه تدخل الإنسان في عذاب الله ونار جهنم والعياذ بالله، حيث يقول النبي ﷺ: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض»، بل إن الإسلام حرَّم قتل الحيوان جوعًا أو عطشًا، وحرّم المكث على ظهره طويلًا وهو واقف، وحرّم إرهاقه بالأثقال والأعمال الشاقة.