Al-Azhar Portal - بوابة الأزهر - رسالة إلى الشباب في ذكرى مولد خير الأنام
الخميس 09 05 2024 20 58 21 | 09 مايو 2024 م

رسالة إلى الشباب في ذكرى مولد خير الأنام

بقلم :محمود صدقي الهواري الباحث الشرعي بالأزهر الشريف

في مثل هذه الأيام، من كل عام، نتذكر مولد سيد الأنام، محمد عليه الصلاة والسلام، وفي هذه المناسبة العطرة أوجه تلك الكلمات البسيطة للشباب.
إن النبي (صلى الله عليه وسلم) خير قدوة تتّخذ، وخير مَثَلٍ يحتذى به، قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وذكر الله كثيرًا}، فلنتأسَ به، ولننظر في سيرته لتكون خير نبراس لنا يهدينا سواء السبيل.
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) محبًّا لوطنه، وهو الذي نزل عليه قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ...} فجعل الله تعالى الخروج من الديار ومفارقة الأوطان بعد قتل النفس، وكلاهما صعب لا يحتمل، لذلك سعى رسولنا (صلى الله عليه وسلم) في إعمار وطنه ورقيّه وهدايته.
وكان النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) حريصًا على قومه، وعلى هدايتهم، وعلى إرشادهم إلى الطريق المستقيم، قال تعالى: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }، فكان بالمؤمنين رؤوفًا رحيمًا، بل كان بغير المؤمنين كذلك، قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

دخل النبي (صلّى الله عليه وسلّم) على صبيّ يهوديّ يلفظ أنفاسه الأخيرة ليدعوه إلى الإسلام، فجعل الصبيّ ينظر إلى النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) مرة وإلى أبيه مرة، حتى قال أبو الصبيّ له أطع أبا القاسم فنطق بالشهادتين فمات، فقال نبي الرحمة الحمد لله الذي أنقذه بي من النار.
أما كان سهلًا على النبيّ (صلى الله عليه وسلّم) أن يتركه يموت على غير إسلام؟ فما يضره أن يتركه يموت على غير الملّة الحنيفية؟
إنها الرحمة التي وضعها الله تعالى في قلبه للناس جميعًا.
فأين أوطاننا من قلوبنا؟
وأين حبنا لمصر وأهلها؟
ومتى نفيق فنسعى فيما فيه صالح الأوطان؟

الموضوع التالي رسالة الى المجتمع
طباعة
2048

حقوق الملكية 2024 الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg