Al-Azhar Portal - بوابة الأزهر - الحياء والإغضاء
السبت 27 04 2024 08 21 51 | 27 أبريل 2024 م

مدير بوابة الأزهر
/ الأبواب: النبي القدوة

الحياء والإغضاء

وأما الحياء والإغضاء، فالحياء: رِقَّة تعتري وجه الإنسان عند فعل ما يُتوقَّع كراهته، أو ما يكون تركه خيرًا من فعله.

والإغضاء: التغافل عما يكره الإنسان بطبيعته.

وكان النبى ﷺ أشد الناس حياءً، وأكثرهم عن العورات إغضاءً.

قال الله تعالى:

إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ (الأحزاب  53). الآية

حدثنا أبو محمد بن عتَّاب بقراءتى عليه، حدثنا أبو القاسم حاتم بن محمد، حدثنا أبو الحسن الْقَابِسِىُّ، حدثنا أبو زيد المروزى، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عبدان، حدثنا عبدالله، أخبرنا شعبة، عن قتادة، سمعتُ عبدالله مولى أنس يحدث عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه: كان رسول الله ﷺ أشد حياءً من العذراء فى خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفناه فى وجهه.

وكان ﷺ لطيف البَشَرَة، رقيق الظاهر، لا يُشافِهُ أحدًا بما يكرهه، حياءً وكَرمَ نفس.

وعن عائشة رضى الله عنها: كان النبى ﷺ إذا بلغه عن أحد ما يكرهه لم يقل: ما بال فلان يقول كذا، ولكن يقول: «ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا» يَنْهَى عنه، ولا يسمي فاعله.

وروى أنس: أنه دخل عليه رجل به أثر صفُرة، فلم يقل له شيئًا - وكان لا يواجه أحدًا بما يكره - فلما خرج قال: «لو قلتم له يغسل هذا» ويُروى: ينزعها.

قالت عائشة (رضي الله عنها) في الصحيح: لم يكن النبي ﷺ فاحشَا، ولا متفحشًا، ولا سخَّابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.

وقد حُكي مثل هذا الكلام عن التوراة، من رواية ابن سَلامَ وعبدالله بن عمرو بن العاص.

وروي عنه ﷺ: أنه كان من حيائه لا يُثبت بصره في وجه أحد. وأنه كان يكنِّي عما اضطره الكلام إليه مما يكره.

 

من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى

للعلامة القاضي عياض

الموضوع السابق حالته ﷺ في الضروريات
الموضوع التالي الشفقة والرحمة
طباعة
2493

حقوق الملكية 2024 الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg