مولد خير الخلق

 

في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري، تحل على المسلمين ذكرى عطرة طيبة؛ هي مولد خير الخلق أجمعين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ومع ذكرى مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ تزداد حاجة الأمة الإسلامية إلى أن تجتمع على كلمة سواء، وتقتدي بهدي رسول الله، وأن تتمسك بسنته وتعتصم بها.
إنها ذكرى مباركة لإنسان عظيم نشَر العدل والرحمة في المجتمع، وغيّر مجرى التاريخ، وأزال الجهل ورسّخ الإيمان، ونشَر العلم في نفوس الناس، وقاد البشرية نحو العزّة؛ حتى أضحتْ أمته هي خير أمة أُخرجت للناس.
وفي هذا الملف الذي تقدمه بوابة الأزهر؛ تجدون مقتطفاتٍ من السيرة العطرة لنبينا الكريم، يمكنكم أن تتجولوا في حديقتها العامرة من أجل قطْف ثمارها اليانعة، فخير الهَدي هو هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو الهدي الكامل والخُلُق الحميد، المؤيَّد بالوحي، والمُزَكَّى من السماء.

 

 

صلى الله عليه وسلم
 
صلى الله عليه وسلم
 

معلم البشرية.. يخرج بالأخلاق من النظرية إلى الإيجابية والواقعية

  • 26 نوفمبر 2018
معلم البشرية.. يخرج بالأخلاق من النظرية إلى الإيجابية والواقعية

قالت الدكتورة آمال كمال ضرار أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، إن التعاليم المحمدية الخالدة، تجعل المسلم يستحضر صوراً من أخلاق النبوة وتعاليمها مما يساعدنا على مواجهة الانحدار الأخلاقى الذى يعيشه الإنسان حيث تتميز التعاليم المحمدية بالواقعية، ومن هذا المنطلق فإن تجاهل واقع الإنسان، وطبيعته هو وراء هذا الفراغ الروحى الذى لا يمكن للرخاء المادى، والتقدم العلمى أن ينقذها مما هى فيه من شقاء وضنك.

وأوضحت أن التعاليم المحمدية تتعامل مع الناس على اختلاف مستوياتهم، بحيث يستطيع الجميع فهمها والعمل بما فيها، ولنتأمل ذلك فى أخلاق النبى فى المعاملات فعندما يعامل الزوجة نجد التعاون، والألفة، والرحمة، روى عن الأسود قال: سألت السيدة عائشة - رضى الله عنها -: ما كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يصنع إذا خلا؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويصنع ما يصنع الرجل فى أهله، وعندما يعامل الخادم، نجد التواضع واللطف وحسن المعاملة، وروى عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال: خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال لى أف قط، ولا قال لى لشىء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا» متفق عليه وفى لفظ: «ولا عاب عليّ شيئاً قط» رواه مسلم وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول للخادم: «ألك حاجة؟!».

وتتابع: ونراه يدفع الطفل للاندماج الجماعى، ليكون عضواً فاعلاً، فالإسلام يرفض الانطواء والعزلة، فهو يريد أن يربى الطفل المسلم على تعاليم إسلامية فعّالة، تجعل منه إنساناً يشارك الآخرين فى أفراحهم وأحزانهم، قال صلى الله عليه وسلم «المسلم الذى يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذى لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» ولنتأمل ذلك فى مشاركته الأطفال فى ألعابهم، وكان صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم.

وقالت ضرار: تلك هى إيجابية وواقعية التعاليم المحمدية فى المعاملات الإنسانية، وأن كل ما فيها إنما هى دعوى لننظر فيها ونتعلم أنه صلى الله عليه وسلم بذل كل ما فى وسعه، للكشف عن التعاليم الإلهية بطريقة إنسانية بغية الاستفادة منها ثم الإفادة لنا فى حياتنا، فلا تتوقف التعاليم المحمدية عند إيجاد المواطن الصالح بل تتعدى ذلك إلى إيجاد الإنسان الصالح الذى يسهم فى إسعاد البشرية وتطويرها وجلب الخير والنفع لها ودفع الشر والضرر عنها والعمل على إيصال التعاليم المحمدية إلى النفس البشرية «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

وتوضح ضرار أن التعاليم المحمدية تعاليم إنسانية، لا تفرق بين الناس فى معاملاتهم، مهما اختلف أوطانهم، ودماؤهم، أو دينهم، أو أشكالهم، أو ألوانهم، أو سنهم، أو وظائفهم، أو جنسهم، فهى لكل الناس على اختلاف الزمان والمكان، ولا ريب فهى إنسانية النزعة والهدف، لا فضل لعربى على عجمى ولا أبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح، هذه هى مبادئ الإسلام التى تستمد من أخلاق نبى الإسلام تتصف بالمروءة، وقدرتها على أن تحفظ للإسلام هويته وتميزه بالأخلاق المحمدية.

طباعة