الجامع الأزهر


العلوم الشرعية و العربية

ملتقى "التفسير والإعجاز القرآني" يوضح دلالات حديث القرآن الكريم عن الجبال
Sameh Eledwy

ملتقى "التفسير والإعجاز القرآني" يوضح دلالات حديث القرآن الكريم عن الجبال

     عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى “التفسير ووجوه الإعجاز القرآني” الأسبوعي تحت عنوان: "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن الجبال"، وذلك بحضور: أ.د/ عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، وأ.د/ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدار الحوار الشيخ/ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.

وخلال اللقاء، أوضح الدكتور/ عبد الفتاح العواري، أن الجبال تمثل الرابط الوثيق لهذه الأرض التي مدها الله لنا، كما أن لها دورًا حيويًّا في حفظ توازن الأرض وتحقيق استقرارها، وهذا أحد الأدلة على قدرة الله سبحانه وتعالى؛ لما فيه من دلائل القدرة وعظيم الصنع التي لا يستطيع بشر كائن من كان أن يأتي بمثل هذا الخَلْق – خلق الجبال- مشيرًا إلى أن دور الجبال في حفظ توازن الأرض ينتهي بقيام القيامة {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا}؛ أي: إن الله سبحانه وتعالى يزيل الجبال، ولا يبقي فيها شيئًا يوم القيامة؛ لتعود الأرض مسطحة لا شيء فيها.

وأكد “العواري” على أهمية التأمل العميق في الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجبال؛ لأن هذا التدبر يكشف عن عظمة الخالق وقدرته الباهرة في إبداع هذا الكون؛ فالجبال ليست مجرد تضاريس صماء، بل هي آيات كونية واضحة، ودلالات قاطعة على بديع صنع الله؛ حيث يقول الحق تبارك وتعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.

من جانبه، قال الدكتور/ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر: إن الإشارة إلى الجبال في القرآن الكريم جاءت بصيغ متعددة؛ حيث وردت في ثمانية وأربعين موضعًا ضمن سور القرآن الكريم المختلفة؛ فجاءت بصيغة الجمع في واحد وثلاثين موضعًا، وبصيغة المفرد في أربعة مواضع، مضيفًا أن القرآن الكريم لم يقتصر على لفظ "الجبال" للإشارة إليها، بل ذكرها بأسماء أخرى تحمل معاني إضافية، مثل: "الرواسي" التي وردت تسع مرات، وتوحي بثباتها ورسوخها ودورها في تثبيت الأرض. كما لفت إلى أن القرآن ذكر جبالًا بأسمائها الخاصة، كجبل (الجودي) الذي ارتبط بقصة نوح -عليه السلام- وجبل عرفات ذي المكانة العظيمة في مناسك الحج، والصفا والمروة اللذين شهدا سعي السيدة/ هاجر، وأصبحا من شعائر الله، وهذه الجبال التي سُمِّيت بأسمائها؛ دلالة على قدسيتها ومكانتها الإيمانية.

ولفت الدكتور/ مصطفى إبراهيم، إلى جانب بالغ الأهمية، يظهر من خلال التدبر العميق لآيات القرآن الكريم التي تتناول الجبال، وهو ما يمكن وصفه بـ"الصفات الإيمانية" للجبال، واستشهد بقوله تعالى: {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}؛ أي: إن هذا التصوير القوي يكاد يجعلنا نتخيل خشوع الجبال وتأثرها بعظمة الخالق، لدرجة أنها تكاد تتداعى وتسقط، وقوله تعالى: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ} ففي هذه الآية، يتجلى تسبيح الجبال لله -عز وجل- مصاحبًا لتسبيح النبي داود -عليه السلام- مما يرسخ فكرة أن هذه الجمادات ليست صماء خالية من الشعور والإدراك، بل هي مخلوقات تسبح بحمد ربها بطريقتها التي يعلمها هو سبحانه.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الأستاذ الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر. ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.
 

الموضوع السابق ملتقى “السيرة النبوية” يستعرض الجوانب الأخلاقية للرسول في غزوة بدر
الموضوع التالي ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة يُحذِّر من مخاطر المخدرات.. ويؤكد: الشباب سواعد الأمة.. والمسكرات تُفقد العقل وتُهدر الصحة
طباعة
156 Rate this article:
لا يوجد تقييم