ملتقى "القضايا المعاصرة" بالجامع الأزهر يناقش أثر اللغة العربية في التشريع
أمين هيئة كبار العلماء: اللغة العربية أول الشروط التي ينبغي أن يمتلكها من يريد أن يتصدى للاجتهاد
رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية والفقه قرينان.. وعلوم الإسلام كلها شبكة واحدة
المشرف على أنشطة الرواق الأزهري: اللغة العربية وعاء القرآن.. ومن فهمها فهم نصوص الشرع
عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، الملتقى الأسبوعي "القضايا المعاصرة"، تحت عنوان: "العلاقة بين اللغة العربية والتشريع"، بحضور الأستاذ الدكتور/ سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور/ عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء، رئيس منظمة الأزهر العالمية لخريجي الأزهر، والأستاذ الدكتور/ عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على أنشطة الرواق الأزهري.
وخلال الملتقى، قال الدكتور/ عباس شومان: إننا نعمل من خلال ملتقى اليوم على تصحيح ثقافة المجتمع تجاه لغتهم، فهي تعاني تجاه أهلها؛ فقد جعلوها متأخرة مع أنها في المقدمة، مضيفًا أن اللغة العربية لها ارتباط وثيق بالأحكام الشرعية والعقيدة وغيرها من العلوم الشرعية؛ فالقرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع بالإجماع، يأتي بعده السُّنَّة النبوية وهي المصدر الثاني للتشريع، وكلاهما بلسان عربي فصيح. فاللغة العربية هي أول الشروط التي ينبغي أن يمتلكها من يريد أن يتصدى للاجتهاد، بل لا يكتفي العلماء بأن يكون الشخص ملمًّا باللغة العربية، بل لا بُدَّ أن يكون عالمًا في اللغة العربية، ومتبحرًا فيها، ويعرف كل ما يتعلق باللغة العربية، فبدون اللغة العربية لا تشريع ولا فقه ولا معرفة للحلال والحرام وبقية الأحكام.
وبيَّن أمين عام هيئة كبار العلماء، أن اللغة العربية هي لغة ثرية، يجمع المتخصصون على أنها من أوسع اللغات وأكثرها قدرة على التعبير عن أي شيء؛ فلا تعجز اللغة عن شيء لا في القديم، ولا في الحديث، ولا فيما يستجد، ومعلوم أن أهل اللغة يستخدمون الشيء الواحد في أكثر من استخدام، وهذا التعدد ترتب عليه اختلاف بين الفقهاء في الكثير من الأحكام، لا لغموضها، بل لثرائها.
من جانبه، أوضح الدكتور/ سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن اللغة العربية والفقه قرينان، وعلوم الإسلام كلها شبكة واحدة؛ فهي علوم يخدم بعضها بعضًا، فمن فَصَلَ عِلْمًا عن علم فكأنما قطع عضوًا عن الأعضاء، موضحًا أن من تعرَّض لشيء في كتاب الله بغير ضوابط هذا اللسان العربي فقد ضل وأضل، فالتشريع يقوم على اللغة.
وفي السياق ذاته، بيَّن الدكتور/ عبد المنعم فؤاد، أن اللغة العربية هي وعاء القرآن، ومن فهم العربية فهم نصوص الشرع، وهكذا فعل العلماء ويفعلون في كل زمان ومكان، مُبينًا أن الله شرَّف اللغة العربية بأن جعلها وعاء للقرآن الكريم، وإذا كانت الأمم المتحدة جعلت اللغة الإنجليزية اللغة الأولى في العصر الحديث فالله جعل اللغة العربية اللغة الأولى في العالمين جميعًا؛ فهي لغة عالمية لا بتوقيع من البشر، بل برب البشر، وهذا تكريم وتشريف لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.