الجامع الأزهر


رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها

ملتقى "التفسير والإعجاز القرآني" بالجامع الأزهر: بيت المقدس أرض المحشر والمنشر.. والموضع الذي يُبعث فيه الخَلْق يوم القيامة
Sameh Eledwy

ملتقى "التفسير والإعجاز القرآني" بالجامع الأزهر: بيت المقدس أرض المحشر والمنشر.. والموضع الذي يُبعث فيه الخَلْق يوم القيامة

رسولنا الكريم حمَّل الأمَّة بمختلف أطيافها مسئوليات تجاه المسجد الأقصى

التاريخ يشهد على عروبة القدس وفلسطين مهما حاول العدو تزييف التاريخ

عقد الجامع الأزهر أمس الأحد، ملتقى الأزهر للتفسير ووجوه الإعجاز القرآني، بعنوان: «المسجد الأقصى في القرآن الكريم»، بمشاركة الأستاذ الدكتور/ إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ الدكتور/ صلاح عاشور، أستاذ التاريخ وعميد كلية اللغة العربية الأسبق، وأدار اللقاء الدكتور/ رضا عبد السلام، الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم.

في مستهلِّ اللقاء، أكَّد الدكتور/ إبراهيم الهدهد أن ذِكْر المسجد الأقصى في القرآن الكريم لم يقتصر على آية الإسراء كما يظن بعض الناس، بل ورد في عددٍ من السور، منها: البقرة، وآل عمران، والأعراف، والقصص، والمؤمنون، وسورة ق، لافتًا إلى أن بيت المقدس هو أرض المحشر والمنشر، والموضع الذي يُبعث فيه الخَلْق يوم القيامة.

وأشار فضيلته إلى أن النبي ﷺ نبَّه إلى فضل المسجد الأقصى، وأمر بشدِّ الرحال إليه، فإن لم يستطع المسلم الوصول إليه، فليُسرج فيه زيتًا، أي: يُسهم في عمرانه ودعمه، مستدلًّا بحديثه ﷺ: «فمن أسرج فيه زيتًا فكأنما صلَّى فيه»، مؤكدًا أن هذا الحديث الشريف يُحمِّل الأمَّة بمختلف أطيافها -عامةً وعلماءً وحُكَّامًا- مسئولياتٍ تجاه المسجد الأقصى.

وأوضح الدكتور/ الهدهد أنَّ القول بأن المسجد الأقصى كان قبلة لليهود هو قول باطل؛ إذ لم ينسبه القرآن إليهم قط، بل خاطبهم بقوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ﴾، ولم يقل: "عن قبلتنا"، مشيرًا إلى دقَّة التعبير القرآني الذي ينفي نسبتهم للمسجد الأقصى، ويؤكد أنه قبلة المسلمين وحدهم، وأرض النبوات، وموضع البركة التي بارك الله فيها وحولها.

من جانبه، أشار الدكتور/ صلاح عاشور، إلى المكانة العظيمة التي يحتلها المسجد الأقصى في نفوس المسلمين، مستشهدًا بعادة «المجاورة» التي درج عليها العلماء والعباد في أروقته، كما جاور العلماء البيت الحرام، مُذكِّرًا بما فعله الزمخشري في مكة حتى لُقّب بـ«جار الله».

وبيَّن الدكتور/ عاشور أن افتتاح سورة الإسراء بذِكْر المسجد الأقصى هو تصريح قرآني بمكانته، وإشارة إعجازية بتحديد الزمن بلفظ: ﴿لَيْلًا﴾؛ مما يدل على وقوع الرحلة في جزء من الليل، ويُعزِّز المعجزة النبوية ويُجسِّد التوأمة الروحية والدينية بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ويؤكد أن الأقصى جزء لا يتجزَّأ من هُوية الأمَّة الإسلامية.

كما حذَّر فضيلته من محاولات الاحتلال الصهيوني لهدم المسجد الأقصى؛ بذريعة البحث عن ما يُسمَّى "هيكل سليمان"، موضحًا أنها دعاوى باطلة تُستخدم كستارٍ لتهويد المسجد وهدمه وتدنيسه، في منطقة سكنها العرب منذ القدم، مؤكدًا أن بيت المقدس وفلسطين ستبقيان عربيتين خالصتين، مهما طال العدوان، ومهما حاول العدو المحتل تزييف التاريخ.

وفي ختام الملتقى، شدَّد الدكتور/ رضا عبد السلام على أن المحتل يسعى إلى اختلاق شرعية تاريخية في أرض فلسطين، وهي أرض عربية خالصة، وستظل كذلك إلى يوم الدين، مشيرًا إلى أن التاريخ نفسه يشهد على عروبة القدس وفلسطين، وأن محاولات التزييف لن تنجح أمام وعي الأمَّة وثباتها.


 

الموضوع السابق ملتقى الجامع الأزهر: بناء الأسرة على أُسسٍ متينةٍ وصحيحةٍ.. الركيزة الأولى لبناء مجتمعٍ قوي ومتماسك
الموضوع التالي الجامع الأزهر يطلق الدورة الأولى لتأهيل خريجيه للعمل بالرواق الأزهري
طباعة
113 Rate this article:
لا يوجد تقييم