خلال اللقاء الأسبوعي.. ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش طرق تأهيل التأخر اللغوي لدى الأطفال ذوي الهمم
عقد الجامع الأزهر الندوة الأسبوعية من برامجه الموجهة للمرأة والأسرة بعنوان: "التأخر اللغوي لدى الأطفال ذوي الهمم.. الأسباب وطرق التأهيل”، بحضور أ.د/ سهير محمد توفيق، استشاري السمع والتخاطب بمركز معوقات الطفولة بجامعة الأزهر، ود/ أسماء الرفاعي، أخصائي نفسي إكلينيكي ودكتوراه في اضطراب التوحد، بمركز معوقات الطفولة بجامعة الأزهر، وأدارت الحوار د/ سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر، وترجمت الندوة للغة الإشارة د/ منى عاشور، الواعظة بالأزهر الشريف وعضو المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة.
واستهلت د/ أسماء الرفاعي، حديثها باستعراض مراحل نمو اللغة عند الطفل، واضطرابات اللغة عند الأطفال، موضحة أن أسباب التأخر اللغوي متنوعة تشمل الإعاقة العقلية والسمعية، واضطراب التوحد، والحرمان البيئي، إلى جانب أسباب تأتي قبل مرحلة الولادة؛ قد تكون وراثية كالاضطرابات الجينية، وعامل (ريزوس) RH، ومنها: أسباب مكتسبة؛ كإصابة الأم بالحصبة الألمانية، وتسمم الحمل، والتدخين، وهناك أسباب أثناء الولادة، منها: نقص الأكسجين، والولادة المبكرة، وارتفاع الصفراء في الدم، وأسباب مرحلة ما بعد الولادة قد تُعرِّض الطفل للتسمم الغذائي والهوائي وسوء التغذية، والحرمان العاطفي، أو الحرمان البيئي والوعي الثقافي، وتعرض الطفل للشاشات لفترة طويلة.
كما بيَّنت أن من عوامل نجاح طرق التأهيل: التدخل المبكر، وقصر فترة الإنكار، ومتابعة العلاج وعدم الانقطاع، وعدم إهمال الطفل، وتعليمه من خلال اللعب، وتدريبه على استخدام حواسه، وختمت حديثها بتوصيات للعلاج والوقاية.
من جانبها، أوضحت د/ سهير محمد، الفرق بين التواصل اللفظي وغير اللفظي، والمقومات الأساسية لاكتساب اللغة عند الطفل، ومنها: سلامة وظائف الدماغ، وسلامة الجهاز التنفسي، وسلامة حاستي السمع والبصر، والصحة النفسية، موضحة أن الكلام عملية معقدة.
وبيَّنت مراحل عملية الكلام، وعدَّدت أعضاء النطق، موضحة كيفية خروج أصوات الكلام، وإجراء تمارين الشفاه إذا كان لدى الطفل مشكلة في خروج الأحرف الشفهية، والنصائح التي يجب على الصم اتباعها عند استخدام سماعات الأذن.
وفي السياق ذاته، أشارت د/ سناء السيد، إلى أهمية اللغة في بناء شخصية الطفل؛ إذ تسهم اللغة في نموه العقلي، والانفعالي، والاجتماعي، فتمكنه من التعبير عن ذاته، والتواصل مع الآخرين، وفهم البيئة التي يعيش فيها؛ فهي ضرورية للتعلم، ووسيلة للتفكير، وبناء العلاقات. ويولدُ الطفل ولديه استعداد فطري لاكتسابها، وعلى الأسرة الاهتمام بالنمو اللغوي للطفل ورعاية تطوره، وسرعة التوجه للمختصين عند تأخره.
وبلغة الإشارة أوضحت د/ منى عاشور، أن هناك من يعتقد أن الصم عدوانيون، والحقيقة أنهم يعانون يوميًّا بسبب جهل المجتمع بلغة الإشارة؛ مما يحرمهم من أبسط حقوق التواصل؛ لذا من الضروري وجود أشخاص يجيدون لغة الإشارة في كل مكان؛ لضمان حق الصم في التواصل بكرامة واحترام، فحين نتعلَّم لغتهم ونتعامل معهم، سنكتشف مجتمعًا مميزًا، يملؤه الود واللطف تجاه من يفهمهم؛ لأنهم يفرحون بالتواصل، ويُقدِّرون من يجيد لغتهم.