الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

نص كلمة الأستاذ الدكتور محمد مهنى في الصالون الفكري "إمكانات التقارب وضوابط الحوار

  • | الأحد, 26 مارس, 2017
نص كلمة الأستاذ الدكتور محمد مهنى في الصالون الفكري "إمكانات التقارب وضوابط الحوار

نظَّم رواق اللغات الأجنبية بالجامع الأزهر الصالون الفكري الأول للحوار بين الشرق والغرب، تحت عنوان "حوار الشرق والغرب.. إمكانات التقارب وضوابط الحوار" بمشاركة نخبة من رجال العلم والفكر والثقافة من الشرق والغرب؛ وذلك يوم السبت 26 جمادى الآخرة الموافق 25 مارس 2017م، بمركز الأزهر للمؤتمرات.

وإليكم نص كلمة الأستاذ الدكتور محمد مهنى في فعاليات الصالون الفكري:
بداءًة أقدم إليكم تحيات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وباسمه واسم الأزهر الشريف أرحب بكم جميعًا في هذا اللقاء الفكري الذي ينظمه رواق اللغات الأجنبية - أحدُ أروقة الجامع الأزهر- عن الشرق والغرب بعنوان " إمكانات التقارب وضوابط الحوار".
ويأتي هذا الصالون في إطارِ جهود الأزهر الشريف وإمامِه الأكبر من أجل تهيئةِ مناخٍ مؤاتٍ للسلامِ في العالم، وكلنا تابع جولاته المتتالية بين الشرق والغرب في أوروبا وآسيا وإفريقيا، ولعل أصداء ندائه لا زال وقعها وهو يؤذن في الناس جميعًا، وفي كافة أرجاء المعمورة، أن تعالوا إلى كلة سواء نُعلي من خلالها قيمَ التعايش السلمي المشترك، ونقر سلامًا شاملًا يساوي بين الإنسان وأخيه الإنسان بعيدًا عن الهوية والجنس أو الدين أو العرق.
والسلام الحقيقي يجب أن يقوم على أسس حقيقيةٍ ثابتةٍ راسخةٍ لن نصل إليها إلا بعد أن نضعَ أيدينا على مكامن الداء وعوامل التباعد والتعارض بين الحضارات.

الصالون الفكري
الفيلسوف الفرنسي رينيه جينو الذي افتتح كتابه " الشرق والغرب " orient et occident" بقصيدة الشاعر البريطاني المعروف رديارد كيبلنج "Rudyard Kipling، والتى يقول فيها: "الشرق شرقٌ، والغربُ غربٌ، ومحالٌ أن يتلاقيا".
ومن الصحيح أن الشاعرَ قد عدل هذا الحكم القاطع في سياق القصيدة، واعترف أن هذا الخلاف سيختفي في النهاية عندما يتلاقى رجلان قويان وجها لوجه، وقد أتى كل واحد منهما من أقصى الأرض.
ولكن على الرغم من هذا إلا أن العادة قد جرت على اقتباس البيت الأول من القصيدة وكأنما كل ما تبقى في ذهن القارئ هو الاختلاف المحال تجاوزه، والذي عبر عنه في هذا البيت دون سواه.
ومن ثمَّ لم يكن هدفنا من عقد هذا الصالون إيجادَ تقاربٍ مصطنعٍ بين الشرق والغرب، وإنما تقارب حقيقي يقوم على أسس ثابتة ومبادئ راسخة لا يمكن لأحد الاختلاف بشأنها.
لأنه إذا انطلق الحوار أو البحث بدءا من مفاهيم خاطئة فغالبا ما تأتي النتائج ضد الغرض الذي قصد إليه.
فالأغراض من النظر إلى الأشياء كما هي، وعدم الإقرار بأن هناك اختلافات حقيقية بين الشرق والغرب، يجعل كل فريق غير قادر على فهم الآخر ومن ثم يُعمِّقُ سُؤءَ الفهمِ ويطيلُ أمدَه، بينما يتحتم عليه قبل كل شيء أن يبيده.
ولذلك أيضا كان تحديد هذه الجلسة من صالون الفكر والثقافة -وهو رؤية الغرب للشرق والشرق للغرب حضاريًا- يهدف إلى كشف الرؤية الحقيقية للآخر من الجانبين لا رؤيةً مصطنعةً أو متجملةً. لا شك أن الأدب والذوق مطلوبٌ ولكن الحقَّ والتحقيقَّ أولى دائمًا في حدود متاح الأدب والذوق.
وفي هذا الإطار العام أيضا تندرج موضوعات الصالونات القادمة بين الشرق والغرب، مثل: "الإسلام والغرب - و تاريخ العلاقات الحضاري بين الشرق والغرب - وما هي المبادئ الثابتة التي يمكن أن تشغل محور التلاقى بين الجميع" فنحن في مجال الفكر والعلم لا في مجال السياسة والاقتصاد والمصالح المادية، ومن ثمَّ وجب علينا تحريرُ كثيرٍ من المفاهيمِ التى لا تزال محل التباس بين الشرق والغرب.
أ‌- كعلاقة الدين بالحياة – الأصالة والمعاصرة.
ب‌- كعلاقة الدين بالعلم.
ت‌- كالتميز بين التقدم التقني والحضارة.
ث‌- كالتميرز بين التعاون والتفاهم والإندماج .....إلخ.
ولا شك أن الحوار سوف يُولد لنا مفاهيمَ جديدةً ومحاورَ جديدةً تظل دائمًا قيد البحث والعلم.
أكرر شكري لكم جميعا وشكرَ الأزهرِ وإمامِه الأكبرِ
والسلام عليكم ورحمة الله

طباعة
 
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

فيسبوك