الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

الجامع الأزهر يفند شبهات المشككين في فرضية الحج

  • | الأربعاء, 14 يونيو, 2023
الجامع الأزهر يفند شبهات المشككين في فرضية الحج

..د. أسامة مهدي: كيفية حج النبي وصلت إلينا بالسند المتصل والتواتر عنه صلى الله عليه وسلم

د. حازم مبروك: على المسلم أن يلتفت إلى الغاية من الحج ولا يسلم عقله إلى كل مشكك في دينه عن عمد أو جهل

عقدت بالجامع الأزهر الشريف، أمس الثلاثاء، محاضرة بعنوان "الحج شبهات وتوضيحات"؛ للرد على بعض الشبهات المثارة حول أداء مناسك فريضة الحج وشعائرها، وذلك ضمن الفعاليات الأسبوعية لملتقى "شبهات وردود" الذي يقام تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور/ عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وخلال الملتقى، أكد الدكتور/ خالد سعيد، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، أن الشبهات المثارة حول مناسك الحج كثيرة وقديمة، وتطفوا على الساحة في مثل هذا الوقت من كل عام من قِبَل المتسلطين على هذا الدين الحنيف، مؤكدًا أننا لا نريد في هذا الملتقى الإيماني خوض حروب مع أصحاب الشبهات، وإنما نوضح لهم بالدليل والحجة واللغة الوسطية ما وقعوا فيه من فهم خاطئ.

وأوضح أستاذ التفسير وعلوم القرآن، أننا لا نجد سورة في القرآن الكريم باسم الصلاة أو الزكاة، لكننا نجد سورة باسم سورة "الحج"، فالحج حشر مصغر يسافر الناس فيه إلى ربهم من كل صوب وحدب.

واستعرض عميد كلية أصول الدين، تفسيرات المفسرين حول بدايات سورتي الأنبياء والحج، حيث بدأت سورة الأنبياء بالخبر في قوله تعالى "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون"، كما بدأت سورة الحج بالإنشاء في صورة الأمر حيث قال ربنا "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"، ليجتمع الخبر والإنشاء في حمل المعنى الكبير أننا جميعًا راجعون إلى الله تعالى، وعلى الحاج أن يضع رجوعه إلى ربه نصب عينيه حتى يؤدي حجًّا مبرورًا.

من جهته، قال الدكتور/ أسامة مهدي، أستاذ مساعد في الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، إن من الشبهات التي تثار حول الحج أنه لم يثبت إلا بحديث آحاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونقول للرد على هذه الشبهة: إنكم لم تقرأوا كتب الحديث، ففي صحيح البخاري باب الحج به عشرات الأحاديث عن الحج، وفي كتب الصحاح والسنن مئات الأحاديث عن الحج.

وأوضح أستاذ الحديث وعلومه، أن في العلم ما يسمى بالتواتر المعنوي؛ وهو أننا لو جمعنا جميع أحاديث الآحاد في الحج، لكونت بذلك صورة الحج الكاملة من أكثر من طريق، موضحًا أن الدليل الدامغ على فرضية الحج وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم حج ومعه آلاف الصحابة وتناقل الناس المناسك إلى يومنا هذه، مما يعني تواترًا لا ريب فيه. وكما وصلت إلينا كيفية الوضوء والصلاة عن طريق التواتر، فقد وصلت إلينا أيضًا كيفية أداء مناسك الحج والعمرة وغيرها من العبادات والمعاملات القولية والفعلية والإقرارية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولفت “مهدي” إلى أن الحج امتثال لأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قول سيدنا عمر عن الحجر الأسود "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك"، موضحًا أن شبهات المرجفين حول الحج وحول الإسلام لم ولن تنتهي، فهؤلاء هدفهم التشكيك في كل ما هو إسلام ودين، ولذلك على المسلمين أن يلجأوا إلى العلماء في الإجابة على ما يثار في عقولهم، ولا يركنوا لمن يسمون أنفسهم بالتنويريين، فأي تنوير هذا الذي يشكك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم!

من جهته قال الدكتور/ حازم مبروك، مسئول برنامج شرح كتب التراث، والذي أدار الملتقى، إن من معاني الحج الاجتماع، وذلك ما نجده في الخطاب القرآني عن الحج بدءًا من وضع البيت الحرام فقد قال الله تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين"، مرورًا بفرض الحج حيث قال "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"، وانتهاء بأداء المناسك حين قال "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس"، مضيفًا أن الله تعالى يعبر بكلمة “الناس” في جميع مراحل الحج، وعلى المسلم أن يلتفت إلى هذه الغاية فلا يسلم عقله إلى كل مشكك في دينه عن عمد أو عن جهل، وإن العلماء كانوا يدعون الله عز وجل أن ييسر لهم الحج كما قال سيبويه رحمه الله في كتابه “ليت لي مالًا فأحج”.

جدير بالذكر أن ملتقى "شبهات وردود" يُعقد في يوم الثلاثاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف؛ لتفنيد الشبهات الدائرة حول ثوابت الشرع الحنيف، ومناقشة القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي، وذلك من خلال نخبة من كبار العلماء بالأزهر الشريف.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
1.0

فيسبوك