الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

في ندوته العاشرة الموجهة للمرأة.. الجامع الأزهر يضع حلولًا عمليَّة لآليات الحوار واستقرار بيت الزوجية

  • | الأربعاء, 21 يونيو, 2023
في ندوته العاشرة الموجهة للمرأة.. الجامع الأزهر يضع حلولًا عمليَّة لآليات الحوار واستقرار بيت الزوجية

     عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، فعاليات الندوة العاشرة من الموسم الثالث ضمن برامجه الموجهة للمرأة، والذي يأتي بعنوان: "مهارات إدارة الحياة الزوجية"، وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور/ عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وتناولت ندوة هذا الأسبوع “آليات الحوار واتخاذ القرار بين الزوجين”، وحاضر فيها كلٌّ من الدكتورة/ روحية مصطفى، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتورة/ رحاب الزناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، وأدار الحوار الدكتورة/ حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

وخلال اللقاء، أكدت الدكتورة/ روحية مصطفى، أن مسئولية الأسرة ليست على الرجل فقط بل على المرأة أيضًا، وأنه لابد من مراعاة أصول الحوار، فهناك ما يسمى بفن إدارة الحوار.

وأوضحت أستاذ الفقه بجامع الأزهر، أن لإدارة فن الحوار مظاهر، منها: مراعاة نفسية الآخر، واختيار الألفاظ، واختيار الوقت المناسب، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول للسيدة عائشة – رضي الله عنها - إنِّي لَأَعْلَمُ إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قالَتْ: فَقُلتُ: مِن أيْنَ تَعْرِفُ ذلكَ؟ فقالَ: أمَّا إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، فإنَّكِ تَقُولِينَ: لا ورَبِّ مُحَمَّدٍ، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لا ورَبِّ إبْراهِيمَ، قالَتْ: قُلتُ: أجَلْ، واللَّهِ -يا رَسولَ اللَّهِ- ما أهْجُرُ إلَّا اسْمَكَ.

ونصحت الأستاذ بجامعة الأزهر، قائلة: لا تفرحي في وقت غضبه، ولا تحزني في وقت فرحه، والكلام نفسه للزوج، ولا بد أن تبدأ بكلمات جميلة كما كان يفعل النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد وصف السيدة عائشة - رضى الله عنها - بالحميراء؛ لأنها كانت شديدة البياض، وتعني كلمة "حميراء" البيضاء وهي تصغير "حمراء"، وهو لقب أطلقه عليها النبي - صلى الله عليه وسلم.

وتابعت الدكتورة/ روحية مصطفى: كان النبي – صلى الله عليه وسلم - ينادي أم المؤمنين بعائش، فقد قالت - رضي الله عنها: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا:"يَا عَائِشُ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ"، وهذا مما يجمل العلاقة الزوجية بين طرفي وجناحي الأسرة الزوج والزوجة.

من جهتها، قالت الدكتورة/ رحاب زناتي، إن استقرار الأسرة مهم جدًّا من أجل استقرار المجتمع بأسره، فالأسرة أعداؤها كثيرون أعداء من الجن والإنس ورفاق السوء، مستشهدة بما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم يقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته! قال: فيدنيه ويقول: نِعمَ أنت".

ولفتت أستاذ التربية بجامعة الأزهر، إلى أن الأطفال إذا تربوا في بيت فيه مشكلات يكونون غير أسوياء، وكذلك إذا تربوا بعيدًا عن الأبوين، فالحياة تختلف اختلافًا كليًّا بوجود الخلافات، ولا بد من مراعاة نقطة الاتفاق، مؤكدة أن الإقناع مهارة مهمة جدًّا في الحوار بين الزوجين.

ونوهت إلى أنه لا بد من بسط الوجه والابتسامة والكلمة الطيبة وحسن الخلق للزوجين، ويجب أن تكون الابتسامة موجودة في الحوار، فإذا فقدت الابتسامة دخل الشيطان في الأمر، فالابتسامة تهون على أنفسنا هذا الحوار، مضيفة أنه لا بد من تقارب واتفاق وجهات النظر حتى لا يصبح أحد الطرفين في موقع الدفاع عن نفسه، وسينتصر أحد الطرفين أو ينتهي الأمر بالشجار وهذا ما لا نريده.

من جهتها، قالت الدكتورة/ حياة العيسوي: إن الإجابة عن التساؤل الأكثر تكرارًا: كيف أجعل علاقة الزواج ناجحة؟ أقول: ادخلي الزواج وأنت في نيتك أن تؤدي مسئوليتك وواجباتك؛ لأن واجبات الزوجة هي حقوق الزوج، وواجبات الزوج هي حقوق الزوجة، فلا يقتصر التفكير على تعلم الطرف الثاني كيف يحترمك ويعطيك حقوقك فقط، بل هو أمر مشترك من الطرفين.

واستشهدت بقول ربنا في القرآن الكريم: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)”.

وتابعت الباحثة بالجامع الأزهر: إنه إذا لم يكن بين الزوجين حوار واضح ومباشر، وكلاهما يضمر في نفسه ما لا يستطيع مناقشته مع الآخر، ويعيش متكلمًا مع نفسه فقط فبعد فترة من الزمن سيكتشف الزوجان أن كل واحد منهما يعيش خصوصياته فقط لا يشاركه فيها أحد، وبمفرده يأخذ القرار، وبنفسه ينفذه، وتدور في ذهنيهما أسئلة: لمَ تزوجت؟ بماذا أفادني الزواج؟ وتبدأ الأسرة في التفكك، حتى وإن بدت في ظاهرها أسرة متماسكة.

ولفتت إلى أن الانفصال السلوكي والروحي يقيم بين الزوجين حواجز وسدودًا تعلو مع مرور الوقت، ومن أجل تحطيم هذه السدود لا بد أن يكون عندهما قناعة بضرورة الحوار في كل أمر من أمورهما، وهذا يترتب على قناعة كليهما معًا، وبهذا تصبح قراراتهما مشتركة، مهما صعبت.

يذكر أن البرامج الموجهة للمرأة تعقد كل أربعاء، ومقسمة إلى ٤ محاضرات لكل موسم، ويحاضر فيها نخبة من الأساتذة والمتخصصين بجامعة الأزهر، وواعظات مجمع البحوث الإسلامية.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

فيسبوك