الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

في ندوة "احتياجات شريك الحياة" بالجامع الأزهر.. د. فتحية الحنفي: على الزوجين التغاضي عن الهفوات حتى ترسو سفينة الأسرة إلى بر الأمان

  • | الأربعاء, 5 يوليه, 2023
في ندوة "احتياجات شريك الحياة" بالجامع الأزهر.. د. فتحية الحنفي: على الزوجين التغاضي عن الهفوات حتى ترسو سفينة الأسرة إلى بر الأمان

     عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، الندوة الحادية عشرة ضمن ثالث برامجه الموجهة للمرأة والأسرة، بعنوان: "مهارات إدارة الحياة الزوجية"، وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور/ عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وتناولت ندوة هذا الأسبوع "احتياجات شريك الحياة"، وحاضر فيها كلٌّ من الدكتورة/ فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتورة/ نجلاء رسلان، أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر، وأدارت الحوار الدكتورة/ حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

وخلال اللقاء، أوضحت الدكتورة/ فتحية الحنفي، أنه من رحمة الله -سبحانه وتعالى- أن جعل الزوجة من جنس الزوج ليسكن إليها، كما قال الله عز وجل: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، فكان السكن هنا هو الميل القلبي والألفة والمودة والقدرة على مواجهة المشكلات، وفي هذا قال النبي ﷺ "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف".

وأوضحت أستاذ الفقه، أنه لابد من التجاوز عن بعض العقبات والتغاضي عن الهفوات حتى تسير السفينة بأمان، فإذا تحقق السكن والرحمة تحققت المودة، وإذا كانت العلاقة الأسرية ناجحة، خرج أفرادها أسوياء للمجتمع، وإذا وقع خلاف فلا يخرج عن باب غرفة الزوجية.

من جانبها، أشارت الدكتورة/ نجلاء رسلان، إلى كيفية تلبية الشريك احتياجات الآخر من منظور الصحة النفسية، موضحة أن هذه الاحتياجات تقوم على ثلاث نقاط أساسية تتمثل في: خبرة الزوجة في بيت أبيها، وشكل العلاقة بين الأب والأم وجميع أفراد العائلة، والهدف الافتراضي من شريك الحياة، فليس شرطًا أن تكون متطلبات الزوجة هي نفس متطلبات زوجها، إذ لابد من وجود حوار مفتوح بين الطرفين.

وأوصت أستاذ الصحة النفسية، الزوجةَ بمراعاة جميع متطلبات الزوج، فهناك فرق بين الرجل والمرأة، فالرجل لا يستطيع أن يركز على أكثر من عمل في وقت واحد، ولا بد أن تترك زوجته له مساحة للتفكير وحده وبشكل هادئ، مع عدم فرض رأيها عليه، بل هي مشاركة وتقاسم بينهما، مضيفة إنه ليس هناك زوج كامل ولا بد من فهم أحدهما جوانب النقص عند الآخر ويكملها.

من جهتها، قالت الدكتورة/ حياة العيسوي، إن كتب السيرة روت عن رسول الله ﷺ، أن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- سُئلت عن أعجب ما رأته من رسول الله ﷺ فبكت ثم قالت: كان كل أمره عجبًا، أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي، فاضطجع بجانبي، ثم قال: يا عائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد لربي عز وجل؟ فقلت: يارسول الله، والله إني لأحب قربك وأحب هواك -أي أحب ألَّا تفارقني وأحب ما يسرك مما تهواه- إلى آخر الحديث الشريف.

وتابعت الباحثة بالجامع الأزهر: أن هذا درس يعطيه لنا رسول الله ﷺ لنتعلم كيف نعامل أهلنا، حتى ولو كان الأمر الذي يشغلنا عنهم هو العبادة، وهو لا يريد أن ينشغل المؤمن عن رعاية أهله بعد أداء ما عليه من فروض، ولو كانت عبادة إلا بعد استئذان الأهل، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة، فهو القائل ﷺ «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

فيسبوك