الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: اللغة العربية تواجه مجموعة من التحديات أهمها.. طغيان العامية في الحديث اليومي بجميع البلدان العربية

  • | السبت, 13 يناير, 2024
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: اللغة العربية تواجه مجموعة من التحديات أهمها.. طغيان العامية في الحديث اليومي بجميع البلدان العربية

     عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم السبت، الندوة الثالثة من الموسم العاشر من برامجه الموجهة للمرأة، والذي يأتي تحت عنوان: " الأمن اللُّغوي"، وعُقدت الندوة بعنوان: “اللغة والمجتمع"، وحاضر فيها كل من؛ د. فاطمة رجب، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، ود. نسرين سمير أحمد، الرئيس السابق لقسم علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، وأدارت الحوار د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.

وخلال اللقاء، أوضحت د. فاطمة رجب، أن المجتمع الإنساني يتكون من عدد هائل من الأفراد، جمعت بينهم روابط وأهداف مشتركة واستقرار في أرض والتزموا بعرف، أو قانون واجتمعوا على لغة واحدة للتواصل، واللغة كما عرفها ابن جني منذ القرن الرابع الهجري؛ هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، وكلُّ من يحاول الخروجَ على السلوك اللغوي لجماعته، يعد خارجًا على الظواهر الاجتماعية نفسها.

وأضافت: هناك مجموعة من التحديات التي تواجه اللغة العربية، وأهمها طغيان العامية في الحديث اليومي في جميع البلدان العربية، وحرص عدد كبير من الآباء العرب على تعليم أبنائهم لغة أجنبية، كلغة أولى لهم، وضعف المحتوى العربي على الإنترنت، يجعل الكثير من أبناء العربية يتجهون إلى التعامل بلغات أخرى، فضلًا عن ضعف مستوى المعلم نتيجة لضعف مستوى التعليم، والتقعر في الحديث بالعربية لبعض المتخصصين مما يوهم بصعوبة العربية، وإهمال أصحاب المؤسسات للعربية ودرجة إجادتها تحدثا وكتابة عند التوظيف والاهتمام بمستوى إجادة اللغات الأجنبية.

وبيّنت د. نسرين سمير، أن اللغة تشكل أهم وسائل التفاعل الاجتماعى والتواصل بين الجنس البشري فمن خلالها تعزز الهوية والانتماء الاجتماعى وينتقل الموروث الثقافى من جيل لآخر، كما أن الظاهرة اللغوية هى إحدى الظواهر الاجتماعية والتي تتميز بتنوع جوانبها الثقافية والاجتماعية والشخصية، وتتميز بنفس السمات التي تتميز بها مختلف الظواهر الاجتماعية، إذ إن انتشار المفردات والمعاني والدلالات اللغوية نسبية في اللغة الواحدة وفي اللغات المتعددة، كما أنها متغيرة، فهي ليست من إنتاج الفرد ولكنها نتاج للعقل الجمعي، كما أن لها ضوابطها وقيودها المتعارف عليها اجتماعيًّا.

وتابعت: وقد اهتم العلماء بدراسة العديد من التخصصات العلمية من أبرزها علم اللغة الاجتماعى وعلم الاجتماع اللغوي، والاختلاف بينهما يبدو جليًّا، فالأول محور الدراسة فيه هي اللغة، بينما محور الدراسة في الثاني هي المجتمع ، كما أن علم الاجتماع حديث الظهور بالمقارنة بعلم اللغة الاجتماعي.

من جهتها ، أكدت د. حياة حسين العيسوي، أن اللغة العربية لغة فذة، لا تشبه لغة من اللغات، وهي اللغة التي نزل بها الوحي الإلهي على قلب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال -تعالى-: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)، وقال -تعالى-: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُون).

وأوضحت أن اللغة العربية ليس أداة للتواصل فقط، بل يتعدى دورها إلى أنها حاملة الفكر والسلوك والقيم والمباديء الإنسانية فقد قال تعالى : (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ)، فلما تكلم سيدنا يوسف عرف أمانته وعلمه، قال تعالى : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) ، فالكلمة الطيبة لا تكلفك شيئًا لكنها تبني جسورًا من المودة يستحيل هدمها.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

فيسبوك