الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

خلال ندوة "شبهات حول الإسراء والمعراج".. المحاضرون بالجامع الأزهر يفندون مزاعم المشككين في المعجزة الربانية

  • | الثلاثاء, 23 يناير, 2024
خلال ندوة "شبهات حول الإسراء والمعراج".. المحاضرون بالجامع الأزهر يفندون مزاعم المشككين في المعجزة الربانية

د. عبد الفتاح العواري: جاءت معجزة الإسراء والمعراج تسريةً للنبي عما أصابه من الأذى.. وردًا عمليًّا على أهل الكفر والعدوان

د. مجدي عبد الغفار: الرد العملي على الشبهات يكون بحفاظنا على إرث نبينا الكريم

د.علي مهدي: حادثة الإسراء والمعراج وردت عن أكثر من عشرين صحابيًّا.. وذلك يجعلها حادثة يقينية وليست منامية

عقد ملتقى "شبهات وردود" بالجامع الأزهر الشريف، فعالياته الأسبوعية، بعنوان: "شبهات حول الإسراء والمعراج"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وحاضر في ملتقى هذا الأسبوع كل من : د. عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، ود. مجدي عبد الغفار حبيب، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بالقاهرة، ود. علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، ود. عبد الله الحسيني، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر.

واستهل د. عبد الفتاح العواري، حديثه بالتأصيل لحادثة الإسراء والمعراج من خلال الحديث عن شهر رجب وحرمته وما فعل كفار الجاهلية به من تغيير لموعده من أجل انتهاك حرمته بالقتال ونحوه، مشيرًا إلى تشابه هذه الأفعال مع انتهاك اليهود لحرمة الشهر الفضيل في هذه الأيام، وحرمة المسجد الأقصى والأنفس المعصومة.

وبين عضو مجمع البحوث الإسلامية، بعض حِكَم الإسراء والمعراج من كونها تسريةً للنبي ﷺ عما أصابه من الأذى، وردًّا عمليًّا على أهل الكفر والظلم والعدوان، وأن الله تعالى ناصرٌ دينه ونبيه وعباده المؤمنين، مؤكدًا أن صلاة النبي ﷺ بالأنبياء في المسجد الأقصى كان إيذانًا بانتقال القيادة الروحية من ولد إسحق إلى ولد إسماعيل، وهذا إرث تركه النبيﷺ لأمته.

من جانبه، أوضح د. مجدي عبد الغفار، أن الوحي لا بد أن يكون معه وعي؛ لأن الوحي بلا وعي تعطيل، وأما الذين يريدون إعمال العقل دون الوحي فنقول لهم: وعي بلا وحي تضليل ، فنحن نقدس المنقول ونُعمِل فيه العقول، وإسراء النبي ﷺ ومعراجه، قد وقف فيه الواقفون ممن وقفت عقولهم عن فهم المنقول، وصار كل منهم يعمل عقله بمقاييس البشر، فالرحلة بمقاييس رب البشر لا بمقاييس البشر، فالله - سبحانه وتعالى - هو الذي أسرى.

وتابع أن الرحلة لم تكن منامية أو روحية بل كانت بدنية، وإذا كان الله - سبحانه وتعالى - هو من أسرى؛ فعندئذ لا يُحسب الأمر بالمقاييس البشرية، عندها تُفند كل الشبهات، موضحًا أن الرد العملي على الشبهات يكون بحفاظ المؤمن على إرث نبيه ﷺ، ومن خلال سيادتنا بالعلوم حتى تعود الأمة إلى سابق عهدها المجيد.

وفي السياق ذاته، فند د. علي مهدي، بعض شبهات المنكرين للإسراء والمعراج، مثل شبهة تعارض الروايات في هذه الحادثة؛ حيث جاء في بعض الروايات أن النبي ﷺ كان في بيت أم هانئ، وفي رواية أنه أُسري به من الكعبة، موضحًا أنه لا تعارض بين الروايتين، حيث من الممكن أن يكون النبي في تلك الليلة ببيت أم هانئ وأُسري به من الكعبة.

وتابع: إن حادثة الإسراء والمعراج وردت عن أكثر من عشرين صحابيًّا وذلك يجعلها حادثة يقينية، فشبهة كون الإسراء والمعراج رؤيا منامية كما يقول بعض المشككين مستدلّين بقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] ، أن الله تعالى يقول في أول السورة : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى ُ } [الإسراء: 1] وذلك يعني أن ما بعد ذلك معجزة ، تحتاج لإيمان من أجل تصديقها ، أما الرؤيا في المنام فهي أمر عادي، أيضًا لو كانت رؤيا منامية لما أنكرها المشركون على النبي ﷺ، مستدلًا بأن مصطلح الرؤيا في دواوين اللغة يطلق على رؤيا العين الحقيقية.

من جهته، أشار د. عبد الله الحسيني، إلى أن أعداء الإسلام بين الفينة والأخرى يطعنون في الإسلام، فمعجزة الإسراء والمعراج لطالما شكك فيها المشككون، محاولة منهم للنيل من هذا الدين عن طريق التلبيس على بعض ضعاف الإٍيمان أمور دينهم، مستغلين في ذلك شبهاتٍ عقلية، أو علمية، أو لغوية.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.0

فيسبوك