قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق: إن الكون كله قد احتفل بميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرقت الأرض بقدومه، فكان ميلاده ميلاد أمة، كما كان له تأثير عظيم فى مسيرة البشرية وحياة البشر، وسيظل يشرق بنوره على الكون ويرشد بهداه الحائرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وحول مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، أوضح "الهدهد"، خلال كلمته في احتفال الجامع الأزهر اليوم الخميس، بذكرى المولد النبوي الشريف، أن إعلان الفرح بميلاد الحبيب، من أفاض الكون بنوره وهديت القلوب بعلمه وطهرت القلوب برسالته، ضرورة وفرصة لا بد من اغتنامها، للاهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم، ولتعيش البشرية في أمن وسلام ورحمة وقيم، قائلًا: «لِمَ لا نحتفل بميلاده والله تعالى قال في كتابه العزيز {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}، ووصفه تعالى بأنه {بالمؤمنين رؤوف رحيم}
وأضاف "الهدهد": إن أول الناس احتفالًا بمولد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، هو الرسول الكريم نفسه صلى الله عليه وسلم، فكان يصوم كل يوم إثنين، وحين سُئل عن ذلك قال : (ذلك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه)، مؤكدًا أن الاحتفال بالمولد الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر مشروع، موضحًا أنه لا يحتج علينا بأن الصحابة كانوا لا يحتفلون به صلى الله عليه وسلم، حيث إن من يقول بذلك يأخذ بظاهر النصوص، فالصحابة الكرام كانوا يحتفلون كل لحظة به صلى الله عليه وسلم، لدرجة أنهم كان يتزاحمون على ماء وضوءه، مؤكدًا أن القول بأن كل ما تركه الصحابة ممنوع، فساد في التفكير، وأن القاعدة الصحيحة «أن الترك لا ينشئ حكمًا».
ونظم الجامع الأزهر احتفالية كبرى بذكرى المولد النبوي الشريف، تحت عنوان: «قبسات من حياة النبي ﷺ في ذكرى مولده»، بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر، إضافة إلى عدد كبير من علماء الأزهر الشريف وطلابه.