الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

د. عباس شومان يبرز عوامل النصر في انتصارات أكتوبر المجيدة خلال احتفالية بالجامع الأزهر

  • | الإثنين, 7 أكتوبر, 2024
د. عباس شومان يبرز عوامل النصر في انتصارات أكتوبر المجيدة خلال احتفالية بالجامع الأزهر

د. عباس شومان: صحن الجامع الأزهر شاهد على تحطيم كل الحملات التي استهدفت مصر والعالم الإسلامي

الإيمان بالله والوحدة الوطنية والوقوف خلف القيادة.. أهم أسباب انتصارات أكتوبر

ألقى الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، اليوم الإثنين، كلمة في احتفالية الجامع الأزهر بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، قال خلالها: إن صحن الجامع الأزهر كان شاهدًا على تحطيم كل الحملات التي استهدفت مصر والعالم الإسلامي، وأن أعداءنا يعرفون تمامًا أن إخضاع مصر يعني السيطرة على العالم الإسلامي بأسره، وقد تجلى ذلك في الفشل المتكرر للإنجليز والفرنسيين والصهاينة وكل قوى الطغيان، التي واجهت المقاومة الشرسة من شعب مصر الأزهر.

واسترجع الدكتور عباس شومان ذكرياته عن أحداث السادس من أكتوبر عام 1973، حيث كان طفلًا صغيرًا لم يدرك في البداية آثار الهزيمة في عام 1967، لكنه بعد انطلاق الحرب، شهد تحولات جذرية في المشاعر، حيث اختفت ملامح الانكسار والحزن، وحل محلها الفرح والعزة، وتذكر كيف كان يشاهد المجموعات من الناس يتجمعون حول أجهزة الراديو الصغيرة، يتابعون البيانات العسكرية التي كانت تطمئنهم بنجاح القوات المسلحة، قائلًا: في البداية، لم يكن هناك تصديق كامل لتلك البيانات، بسبب التجارب المؤلمة السابقة، ولكن مع مرور الوقت، بدأت ملامح الفرح والتهليل تعود إلى الوجوه التي كانت حزينة.

وأضاف: تجددت الآمال مع كل بيان عسكري يُعلن عن تقدم القوات المصرية، مما يعكس وحدة الشعب المصري خلف قيادته في مواجهة التحديات، فهذه اللحظات التاريخية تعكس قوة الشعب المصري وعزيمته على استرداد كرامته وأراضيه، وهو ما يتجلى في مواقف الأزهر الشريف الذي يظل رمزًا للعزة والكرامة في مواجهة كل أشكال العدوان.

وتطرق الدكتور عباس شومان إلى عوامل النصر في السادس من أكتوبر، وتحدث عن مشاعر الشعب المصري في أثناء الحرب وكيف تطورت الأمور من حالة من الشك إلى التأكيد على نجاح القوات المسلحة، حيث بدأت الأحداث عندما كانت الجبهة في وضع مختلف تمامًا عما كانت تنشره الأخبار، حيث لم يكن الناس يتوقعون حقيقة ما يجري في الصفوف الأولى؛ ومع التقاط الأخبار من القنوات الأجنبية عبر أجهزة الراديو، أدرك الجميع أن ما يُبث هو حقيقة، مما جعلهم يهتفون ويبحثون عن أماكن للتبرع بالدم لأبطالهم في الجبهة.

وأكد الدكتور عباس شومان أن من أهم أسباب النصر كان الإيمان بالله والتوكل عليه، حيث كان جنودنا على يقين بأن من توكل على الله فهو حسبه، ولقد تجلى هذا الإيمان في روح الجنود الذين كانوا يحاربون من أجل قضية عادلة. فبالتأكيد، لم نكن معتدين، بل كنا نرد العدوان ونسعى لاستعادة أراضينا التي سلبها العدو، مشيرًا إلى أهمية الأخذ بالأسباب، وأن التوكل على الله لا يعفي من العمل الجاد والإعداد الجيد، فقد أُمرنا بالإعداد للقوة، وبهذا الشكل استعددنا لما استطعنا، وأخذنا بتوجيهات الله عز وجل، حيث قمنا بتحضير ما أمكننا.

وتحدث الدكتور عباس شومان عن المعجزة البشرية التي حدثت بعد الهزيمة الكبرى في عام 1967، حيث تمكن الجيش المصري من التعافي خلال مدة زمنية قصيرة، وبدأ عمليات الاستنزاف التي ساهمت في رفع الروح المعنوية والقدرة القتالية، وكيف أن الجيش المصري، رغم ما تعرض له من هزيمة كبيرة وفقدان طائراته ومدافعه وروحه المعنوية، استطاع استعادة قوته خلال سنوات قليلة، وهو ما يُعد أمرًا غريبًا في التاريخ العسكري؛ فالتاريخ أثبت أن الشعب المصري قادر على التغلب على التحديات واستعادة حقوقه بفضل إيمانه وعزيمته.

وشدد على أهمية الاحتفاظ بذكرى انتصارات أكتوبر دليلًا على قوة الإرادة المصرية والإيمان القوي بالله، مما يجعل من الأجيال القادمة تواصل السير على نفس النهج في مواجهة التحديات، مشيرًا إلى تسريح الرئيس السادات للخبراء الأجانب قبل حرب أكتوبر، حتى تكون الحرب بأيد وخبرات مصرية خالصة، تعتمد على إرادة المصريين وشجاعتهم، وليس على الخبراء الأجانب، فحققت قواتنا المسلحة بفضل الله وعزيمة الجنود، انتصارات كبيرة على العدو، مما لم يستطع تحقيقه أعتى الخبراء أو أشد الأسلحة، وذلك دليل على قوة الإرادة المصرية وقدرتها على التغلب على التحديات، مشيدًا بإيمان الجنود المصريين بقضيتهم وولائهم لوطنهم.

ورأى الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، أن هذه التجربة تعكس روح العزة والكرامة التي يتمتع بها الشعب المصري، وتؤكد على أهمية الإيمان في تحقيق النصر، سواء في الحرب أو في أي ميدان آخر، وقد كان من أهم عوامل النصر في حرب أكتوبر هو تلاحم جموع الشعب المصري بجميع فئاتهم من رجال ونساء وشباب وأطفال وشيوخ، ما دفع الشعب إلى الوقوف صفًّا واحدًا خلف القيادة السياسية والعسكرية، وتحملهم للتحديات كافة لضمان نجاح الحرب، فاستعدوا لتقديم التضحيات حتى في ظروف نقص المواد الغذائية، لتقوى الجبهة الداخلية.

وأشار إلى أن التفكير الجماعي بين الشباب والفتيات والرجال حول كيفية دعم رجال الجيش كان أحد أسباب النصر، وكذلك من أسباب النصر التخطيط الدقيق الذي قامت به القيادة السياسية والعسكرية في اختيار التوقيت المناسب لبدء الحرب، واستخدام أفكار مبتكرة لم يسبق لها مثيل. متطرقًا كذلك إلى فكرة اختراق خط بارليف، الذي اعتُبر حصنًا لا يُقهر، حيث استخدم الجيش المصري خراطيم المياه لاختراقه بعد ما قال جيش العدو: إن هذا الحصن لن تخترقه حتى القنابل الذرية، في دلالة على الإبداع في مواجهة التحديات.

وفي ختام كلمته، أشار الدكتور عباس شومان إلى أهمية الوحدة الوطنية التي سادت بين المسلمين والمسيحيين، حيث لم يكن هناك تمييز بينهم في مواجهة العدو، وقد تحقق النصر بمدد من الله، رغم انقطاع مدد البشر، وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة تعزيز التضامن ووحدة الصفوف بين المصريين، مشددًا على ضرورة تذكير الأجيال الجديدة بما حدث في السادس من أكتوبر، والتذكير دائمًا بنصر أكتوبر وأسبابه وأجوائه.

وأقام الجامع الأزهر مساء اليوم الإثنين، احتفالية بعنوان: «عوامل النصر»، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، وبمشاركة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالجامع الأزهر، وبحضور الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، ونخبة من علماء الأزهر وطلاب العلم ورواد الجامع الأزهر.


 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

فيسبوك