الإسلام أكد على مساواة البشر جميعًا في كل شيء.. ولا فرق بينهما إلا بالتقوى والعمل الصالح
أكد أ.د/ عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف العام على الرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن مفهوم العنصرية ليس له أي أساس في تعاليم الإسلام أو في قاموس المسلمين، فقد حذَّر القرآن الكريم من العنصرية، مبيِّنًا أن أول من أسس لها كان إبليس عليه لعنة الله، عندما أمره الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم عليه السلام، قال تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(٧٣) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}، فرفض قائلًا: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}؛ إذ عَدَّ نفسه أفضل منه، ولم يلتزم بأدب الطاعة تجاه خالقه، وكان جزاء هذا السلوك أن قال الله تعالى له: { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}. ومن هنا؛ ينبغي للإنسان العنصري أن يتأمل في قصة إبليس ويعتبر منها.
وأضاف الدكتور/ فؤاد، خلال ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة الذي عُقد بالجامع الأزهر تحت عنوان: "العنصرية وخطرها على المجتمع الإنساني"، أن العنصرية قضية تؤرق البشرية، وقد حاربها الإسلام بكل شدة، مؤكِّدًا على أن البشر جميعًا متساوون، كأنهم أسنان المشط، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، وقد أوضح النبي ﷺ هذه الحقيقة بقوله: "كلكم لآدم، وآدم من تراب"، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ}، مشيرًا إلى أن العنصرية ظاهرة قديمة وثابتة حتى في أكثر الدول تقدمًا؛ حيث تظل موجودة، ويحدث فيها تمييز بين البيض والسود، وكان هذا التمييز العنصري أحد أسباب النزاعات والحروب على مر التاريخ، حتى بعث النبي ﷺ برسالة الإسلام التي طهَّرت العقول، وحررت البشرية من هذه الآفة الاجتماعية.
وشدَّد على أن الإسلام أكد على المساواة بين جميع الناس، مُبيِّنًا أن الإسلام ليس دينًا محليًّا، بل هو رسالة عالمية تُعزِّز كرامة الإنسان، وترفع من شأنه؛ حيث قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}.