يعقد الجامع الأزهر، الأربعاء المقبل، المجلس الختامي لقراءة كتاب "سنن أبي داود"، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبحضور فضيلة أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة العلامة الجليل محدث الديار المصرية أ.د/ أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، وفضيلة العلامة المحدث أ.د/ صبحي عبد الفتاح ربيع، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر.
من جانبه، أوضح الدكتور/ عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة بالجامع الأزهر، أن هذا المجلس يأتي تتويجًا لجهود استمرت لعام كامل، عقد الجامع الأزهر خلاله (47) مجلسًا، تم خلالها قراءة (5185) حديثًا، في (169) بابًا من كتاب "سنن أبي داود"؛ حيث بدأت القراءة في أكتوبر من العام الماضي، بعد الانتهاء من قراءة كتاب "صحيح الإمام مسلم" رحمه الله؛ مما يعكس حرص الأزهر على تعزيز الاهتمام بالحديث الشريف وعلومه، وتيسيرها للمهتمين والمستفيدين.
كما أكد د/ هاني عودة، مدير الجامع الأزهر، أن قراءة هذا الكتاب تأتي في إطار جهود الأزهر المستمرة لنشر المعرفة، وتعليم الشباب قيم الدين الإسلامي السمحة، مضيفًا أن المجلس سيشهد حضور عدد من العلماء، وطلاب العلم، والطلاب الوافدين، من مختلف الجنسيات؛ حيث سيتم خلاله قراءة الأبواب المتبقية من باب "في قتل الحيَّات" وحتى نهاية الكتاب، لافتًا إلى أن هذه الفعالية ستسهم في تعزيز الفهم الصحيح للدين، وبيان مكانة السُّنَّة في التشريع الإسلامي، والجهود التي بذلها علماء الحديث، وتطوير السلوكيات الإيجابية في المجتمع، داعيًا الجميع للحضور والمشاركة في هذا الحدث العلمي الكبير، والذي يمثل فرصة لتجديد العهد مع التراث الإسلامي الأصيل، وتعزيز الروابط بين الأجيال المختلفة من طلاب العلم.
جدير بالذكر، أن كتاب "سنن أبي داود" أحد الكتب الستة التي تقبلتها الأمة بقَبول حسن، والتي تُعدُّ من أمهات مصادر الحديث عند أهل السنة، وهي: (الصحيحان، وسنن النسائي، وسنن أبي داود، وجامع الترمذي، وسنن ابن ماجه)، وقد ألَّف أبو داود كتابه "السنن" في وقت مبكر، واعتنى بتأليفه وترتيبه عناية بالغة؛ حيث مكث أبو داود أربعين سنة وهو يقرأ كتابه السنن عدة مرات، وينقح فيه ويرتبه، ويضع أبوابه، وقد عرضه على الإمام أحمد بن حنبل؛ فاستجاده واستحسنه، وهو كتاب جامع للأحاديث التي عليها مدار الأحكام الفقهية، والأخلاق، والآداب الإسلامية.