الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

ملتقى "رؤية معاصرة" بالجامع الأزهر.. د/ هاني عودة: جاء الإسلام بتشريعات وأحكام تصون العِرْض وتحفظ النسل

المرأة ليست سلعة تُباع وتشترى.. بل هي أساس المجتمع وشريك فعَّال للرجل في عمارة الأرض

  • | الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024
ملتقى "رؤية معاصرة" بالجامع الأزهر.. د/ هاني عودة: جاء الإسلام بتشريعات وأحكام تصون العِرْض وتحفظ النسل

أوضح الدكتور/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن الإسلام جاء بتشريعات وأحكام تصون العِرْض وتحفظ النسل؛ فالنسل لا يكون إلا من طريق الزواج الشرعي. وقد حذَّر القرآن الكريم من الزنا والفواحش؛ فقال تعالى: {ولا تقربوا الزنا}، وهذا نهي صريح وواضح ليكون المسلم بعيدًا كل البعد عن العلاقات المحرمة، ثم حافَظَ الإسلام على النسل حتى بعد الطلاق؛ فشرع العدة، وفيها من الحِكَم التشريعية ومن الإعجاز العلمي ما كشف عنه الطب بعد أكثر من ألف عام من إيضاح النبي ﷺ، ومع مرور الأزمان والأعوام، يكشف لنا الطب الحديث عن الإعجاز العلمي فيما شرعه الله سبحانه وتعالى، وفيما بيَّنَه نبينا محمد ﷺ.

وأكد مدير الجامع الأزهر خلال اللقاء الرابع للملتقى الفقهي "رؤية معاصرة" الذي عُقد بالجامع الأزهر تحت عنوان: "عدة المرأة بين الشرع والطب"، أن المرأة ليست مجرد سلعة، ولا مجرد مكان لقضاء الشهوة فحسب، بل هي أساس المجتمع، وأحد ركائزه الأساسية، وبها تكون عمارة الأرض؛ حيث حذَّر الإسلام من المتاجرة بالأعراض، بل ويسعى دائمًا إلى استقرار الأسرة، وإلى المحافظة على الأنساب، أما غير ذلك فلا يليق بأمة الإسلام، وقد أثبت الطب الحديث ما أكده التشريع الإسلامي منذ قرون، مؤكدًا أن الإسلام راعى في المقام الأول حفظ النسل؛ حتى لا يُنسب الولد إلى غير أبيه، وراعى كذلك المرأة التي قد تلحقها الأمراض إذا خالفنا ذلك، وهذا ما أكَّده الطب الحديث من خلال بصمة ماء الرجل التي تتعلق برحم المرأة؛ فالمرأة صاحبة الرجل الواحد تحمل بصمة واحدة، أما المرأة المتعددة العلاقات، فعلى قدر تلك العلاقات تتعدد البصمات، ويتناحر الماء المتعدد مع بعضه بعضًا، ثم ينتج عنه أمراض خطيرة.

ودعا د/ عودة إلى الأمانة والتحلي بأخلاق النبي ﷺ، وهو أن المرأة المعتدة من طلاق رجعي لا يجوز بأي حال من الأحوال التصريح أو التعريض لها بالخطبة؛ لأنها ما زالت في حكم الزوجة. ولا نأخذ هذا الأمر نوعًا من تجارة الأعراض؛ فهي تجارة فاسدة، داعيًا أولياء الأمور إلى الاجتهاد في اختيار الزوج المناسب للبنت، بأن يكون عَوْنًا لها على بناء أسرة صالحة، موضحًا أن قضاء العدة يكون في بيت الزوجية؛ فذلك يكون أدعى إلى الصلح ولمِّ الشمل، والتفكر والتعقل، موجهًا رسالة إلى المفسدين في الأرض والمفسدات بألا يعبثوا في عقول البشر، وأن يتركوا الأسرة تعيش في أمان، فغدًا سيقف الجميع أمام الله عز وجل. فإذا حققنا ذلك؛ تحققت عمارة الأرض، فالخير دائمًا فيما شرعه الله سبحانه وتعالى من الطيبات، لافتًا إلى أن الطب كشف لنا عن بعض الوجوه، وغدًا سيكشف عن البعض الآخر، ولكن السعيد التقي النقي هو الذي يسير على منهج القرآن وسُنَّة النبي ﷺ الذي أرسله المولى -عز وجل- ليُخرِج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

فيسبوك