الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

اللقاء الأسبوعي لملتقى الفقه بالجامع الأزهر..

نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا: الصلاة تكون سببًا في صلاح المجتمع.. لأنها تضبط مسار الإنسان بداية من علاقته بربه وصولًا إلى علاقته بكل شيء حوله

  • | الإثنين, 23 ديسمبر, 2024
اللقاء الأسبوعي لملتقى الفقه بالجامع الأزهر..

نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري: الصلاة ممتدة ومستمرة طوال ساعات اليوم.. فما تؤدى في منطقة جغرافية إلا ونجدها بدأت في منطقة أخرى

مدير الجامع الأزهر: الصلاة تحقق التوازن المجتمعي من خلال ما يحصل للفرد من الالتزام بواجبه تجاه ربه.. والحفاظ على علاقته مع الآخرين

 

عقد الجامع الأزهر اليوم الإثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان: "الصلاة بين الشرع والطب" وذلك بحضور ؛ أ.د محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، وأ.د رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، وأدار الحوار الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

 

في بداية الملتقى، قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث: إن الصلاة فيها من الأسرار التي تحفظ البدن والروح {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} وهذا النهي يترتب عليه حفظ للجسد والروح معًا، لأن الفواحش فيها مضرة لجسد الإنسان وروحه {لَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} لأن آثارها الظاهرية تظهر على جوارح الإنسان، أما الباطنة فهي أمراض القلوب، ولا يوجد رادع أكبر من الصلاة تردع الإنسان، كما أن الصلاة شرعت لإزالة الوحشة من قلب وروح الإنسان التي تكون سببًا في الهم والحزن، لكن الصلاة قادرة على أن تؤنس قلب الإنسان وروحه فيذهب همه وحزنه، لذلك يجب على من يستعد للصلاة أن يستحضر عظمة الله سبحانه وتعالى وأن يستحضر الحالة الروحية التي تناسب هذه العلاقة المقدسة، لكي تكون الصلاة مؤنسة وشافيه لكل همومه وأحزانه، كما أن الصلاة هي أعظم وأهم موعد في تاريخ البشرية هو موعد لعلاقة بين العبد وربه.

 

وأوضح الدكتور محمود صديق، أن الصلاة تكون سببًا في صلاح المجتمع وانضباطه، لأنها توجه مسار الإنسان في الحياة في كل شيء في حياته بداية من علاقته بربه وصولًا إلى علاقته بكل شيء حوله.

 

وبين نائب رئيس جامعة الأزهر، أن تأثير الصلاة على جوارح الإنسان كبير لأن التعبد لله خمس مرات في اليوم يؤثر إيجابًا على الجهاز الحركي للإنسان، فحركات الصلاة تغير حالة هذا الجهاز بسرعة مما يجدد نشاط الإنسان، فلو نظرنا إلى صلاة الصبح نجد أن لها تأثيرًا عظيمًا على الإنسان، كما أن بها طهارة للجسد من خلال الوضوء، تمثل وقاية للإنسان من الميكروبات والجراثيم، كما أن الصلاة يكون لها تأثير على شخصية الإنسان من خلال تعوده على حسن الاستماع وحسن الانتظام وحسن القيام بواجبه.

 

من جانبه قال أ.د رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري: إن الصلاة عبادة تصل العبد بربه، لذلك من الإعجاز أن الصلاة بين العبد وربه ممتدة ومستمرة طوال ساعات اليوم فما تؤدى في منطقة جغرافية إلا ونجدها بدأت في منطقة أخرى، فلا تمر ثانية إلا وهناك ركوع وسجود لله في هذا العالم، كما أن الصلاة أول فريضة لله على عباده لذلك نجدها في جميع الشرائع، كما قال الله سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: {رب اجعلني مقيم الصلاة}، وقال تعالى: { وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا}، وأمر بها سيدنا إسماعيل أهله كما في قوله تعالى: {وكان يأمر أهله بالصلاة} ووصى بها عيسى عليه السلام {وأوصاني بالصلاة}، وهي آخر وصايا رسولنا الكريم صلى عليه وسلم "الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم" وهو دليل على مكانة هذه الفريضة لذلك جعلها الحق سبحانه وتعالى مقياس القرب يقول الحق تعالى: {واسجد واقترب}.

 

وأضاف الدكتور رمضان الصاوي، أن الحق سبحانه وتعالى قسم الصلاة بينه وبين عبده، ففي الحديث القدسي " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل" فهي من الفوائد العظيمة التي تحصل للعبد، والصلاة فيها راحة للجسد وراحة للنفس لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم "أرحنا بها يا بلال"، ولمكانة الصلاة شرعها الحق سبحانه وتعالى في السماء في ليلة الإسراء والمعراج، وذلك دليل على مكانتها العظيمة، ولمكانة الصلاة العظيمة وفوائدها الجليلة جعلها الله سبحانه وتعالى تؤدى على أية حال فرخص فيها الحق سبحانه وتعالى ليمكن الإنسان من أدائها سواء كان في صحة أو مرض أو سفر، فعن عمران بن حصين قال: "كانت بي بواسير ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال : صل قائمًا ، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبك"، وهو دليل على ضرورة أداء الصلاة على أية حال.

وحذر الدكتور رمضان الصاوي من التهاون في أداء الصلاة، لأنها عماد الدين، كما أن الصلاة تنقي الإنسان من الخطايا، فعن عبد الله بن مسعود قال "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا".

 

واختتم الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، الملتقى قائلًا: إن الصلاة بها من المقاصد العليا التي بينها ربنا في القرآن الكريم، وبينها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى قدرة الصلاة على تحقيق التوازن المجتمعي من خلال ما يحصل للفرد من الالتزام بواجبه تجاه ربه والحفاظ على علاقته مع الآخرين من خلال الانضباط المجتمعي.

 

وبيّن مدير الجامع الأزهر، أن الآيات الكونية تدل على استمرارية قيام الصلاة ما بقي وجود هذا الكون، لأن مواقيت الصلاة محددة بعلامات، وما اختفت هذه العلامات من مكان إلا وظهرت في مكان آخر، وهذا الاتصال في قيام الصلاة دليل على المكانة العظيمة لهذه العبادة، وعلى الشباب المسلم أن يتأمل في نفسه وما يصيبه من أثر التزامه بالصلاة، موصيًا الشباب بضرورة الالتزام بالصلاة لأن سعادتهم مرهونة بعلاقتهم بربهم ولا باب لهذه العلاقة إلا بالصلاة، وعلينا أن نعظم مواقيت الصلاة إذا كنا نريد التقدم والاستقرار لمجتمعاتنا، لأن المعاني المتحققة في نفس المصلي تجعله شخصًا منضبطًا وملتزمًا تجاه نفسه وتجاه مجتمعه.

 

يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الإثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقًا للشريعة.
 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

فيسبوك