الجامع الأزهر


أخبار الجامع الأزهر

ملتقى "التفسير والإعجاز القرآني" بالجامع الأزهر: القرآن الكريم سبق العلوم الحديثة في الحديث عن الحقائق العملية في النباتات

  • | الإثنين, 21 أبريل, 2025
ملتقى "التفسير والإعجاز القرآني" بالجامع الأزهر: القرآن الكريم سبق العلوم الحديثة في الحديث عن الحقائق العملية في النباتات

     عقد الجامع الأزهر، أمس الأحد، الملتقى الأسبوعي للتفسير ووجوه الإعجاز القرآني، تحت عنوان: «مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن النباتات»، بحضور الأستاذ الدكتور/ حمدي الهدهد، عميد كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، والأستاذ الدكتور/ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الدكتور/ رضا عبد السلام، الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم.

في مستهل اللقاء، قال الدكتور/ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر: إن القرآن الكريم تحدث عن الظواهر العلمية في النباتات قبل أن تتحدث عنها العلوم الحديثة؛ كما في قوله سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}، وفي قوله: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}؛ حيث تشير الآيات إلى بعض الظواهر العلمية التي تحدث نتيجة نزول الماء إلى الأرض الهامدة؛ أي: الميتة التي لا زرع فيها، فبمجرد نزول الماء عليها من السماء "تهتز" نتيجة تفاعل بين الماء وعناصر التربة، والظاهرة العلمية الثانية أنها "رَبَتْ" أي: دليل على النمو والزيادة، ثم ذكر القرآن ظاهرة أخرى في قوله: "أنبتت" إشارة إلى عملية الإنبات التي تحدث بمجرد نزول الماء على الأرض، وهو ما جعل القرآن الكريم يصف العملية بأنها شبيهة بعملية إحياء الموتى.

وبيَّن عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن القرآن الكريم تحدث عن النمو الخضري للنباتات، وأن هذه العملية هي التي تحدد نوع النباتات ومراحل نموها {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، كما بيَّن أن هناك بعض النباتات تتشابه في أوراقها لكن ثمارها مختلفة، وهو ما أثبتته علوم النباتات فيما بعد، وسبق القرآن الكريم بإيضاح هذه الحقائق العلمية المتعلقة بالنباتات.

وأشار عضو لجنة الإعجاز العلمي، إلى أن القرآن الكريم تحدث عن عملية الاختلاف والتفاوت التي تحدث في النباتات رغم أنها تنبت من التربة نفسها، وتُسقى بالماء نفسه: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}؛ وذلك بسبب مركبات تميز كل نبات عن الآخر ليحدث هذا الاختلاف بين أنواع النباتات، وأحيانًا بين النوع نفسه من النبات الواحد.

من جانبه، أوضح الدكتور/ حمدي الهدهد، عميد كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، أن حديث القرآن الكريم عن النباتات حديث مترابط متشابك، وهذه الحقائق جاء العِلْم وأثبتها فيما بعد، ومن هذه الحقائق في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}. وهنا ربط بين بعث الإنسان الذي يكون بعد موت سبقه حياة حقيقية، وبين إحياء الأرض الهامدة -أي: الميتة- واستخدام لفظ "أنزلنا" دليل على نزول الماء بشكل مكثف، وهو ما أثبته العلم من أن عملية إنبات الأرض تحتاج إلى ماء بشكل مكثف لتتم هذه العملية.

وأوضح عميد كلية البنات الأزهرية، أن عملية اهتزاز الأرض حال نزول الماء عليها من السماء هي "تسبيح بحمد ربها" مشبهًا عملية الاهتزاز التي تحدث للأرض عند نزول الماء عليها بالإنسان المتلهف للماء حال عطشه، كما أنها دليل عملي نراه أمام أعيننا على إعادة إحياء الموتى؛ لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.

وفي السياق ذاته، بيَّن الدكتور/ رضا عبد السلام، أن الحقائق العلمية التي تحدث بها القرآن الكريم عن النباتات تتحدى كل قلب، وكل عين، وكل بصيرة؛ لأنها سبقت ما توصل إليه العقل البشري من حقائق عن النباتات، كما أنها دليل عملي أمام أعيننا على قدرة الله سبحانه وتعالى، وأن هذا الكون -بكل ما فيه- خَلَقَهُ الذي أوجده.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

فيسبوك