ألقى فضيلة أ.د/ صلاح العادلي، أمين سر هيئة كبار العلماء، خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، ودار موضوعها حول "فضل العلماء الحقيقيين في زمن كثرة القائلين".
وأوضح خطيب الأزهر، في بداية الخطبة، أن الأزهر الشريف ظل وسيظل شامخا، راسخا، يصد غارات المعتدين على الدين، ويحفظ تراث الإسلام والمسلمين، كما ظلت أنواره ساطعة تنير طريق السالكين، حتى أصبح يلقب بحارس الدين، وقبلة العلم وكعبة العلماء والمتعلمين، كما أضحى نموذجا فريدا لعراقة الماضي، وعنوانا صادقا لمجد الحاضر، يتطلع في ظله المسلمون إلى آفاق رحيبة للمستقبل، وهو يشق طريق ألفيته الثانية بقوة وتمكن واقتدار.
وشدد خطيب الجامع الأزهر على أهمية تلقي العلم من أهله الحقيقيين، في زماننا الذي كثر فيه القائلين وأدعياء العلم، حتى لا يشوش الإنسان نفسه، ولكي يستطيع التأثير بعلمه في تنمية مجتمعه ويساعد في نهضته.
ولفت خطيب الأزهر لضرورة اقتران العلم بالتربية والخلق القويم، وضرورة اقتران تلقيه بالتدوين والخط والكتابة، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يملي كلمات القرآن الكريم التي يتلقاها من سيدنا جبريل عن رب العزة، ويملي بعض الحروف، فيما سجل تحت الإعجاز الكتابي الخطي للقرآن الكريم، مشيدا بما قام به الأزهر الشريف من إطلاق ملتقيا دوليا للخط العربي؛ للتوعية بأهمية اللغة العربية ومكانتها عالميا، وتحقيقا للأهداف الرامية إلى المحافظة على الهوية العربية والإسلامية.
وفي نهاية الخطبة أشاد العادلي بجهود فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر قائلا: "إن الأزهر الشريف يقوم على رأسه إمام جليل، إمام السلام، الذين جمع المسلمين مع غير المسلمين، ويقف بجوار المحتاجين".