الجامع الأزهر


تفاصيل الخبر

في خامس ندواته الموجهة للمرأة.. الجامع الأزهر يناقش حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية.

  • | الخميس, 18 مايو, 2023
في خامس ندواته الموجهة للمرأة.. الجامع الأزهر يناقش حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية.

د.فتحية الحنفي: الشريعة الإسلامية كفلت للمرأة حقوقًا وواجبات ميَّزتها عن الحضارات السابقة

أكدت الدكتورة/ فتحية محمود الحنفي، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة، أن الشريعة الإسلامية كفلت للمرأة جميع الحقوق والواجبات التي ميَّزتها عن غيرها في الحضارات السابقة، مضيفة أن من ضمن حقوقها أن جعلت لها مهرًا وكفلت حقها في اختيار الزوج، حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

وأوضحت أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال محاضرتها بندوة "حق المرأة في المهر واختيار الزوج" ضمن سلسلة "حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية" التي أطلقها الجامع الأزهر الشريف، أن الإسلام وضع معايير وضوابط للمرأة في اختيار الزوج، واعتبر أن الدين والخلق هما العاملان اللذان بهما تعيش الأسرة في سعادة واستقرار.

من جانبها، قالت الدكتورة/ أوصاف محمد عبده، أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، إن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، والدين والقيم والأخلاق هي المعايير الضابطة للمجتمع والحامية له من التفكك الأسري بسبب الطلاق، مشيرة إلى أن المتتبِّع لوسائل الإعلام يجد آلاف وقائع الطلاق التي تحدث بعد عام، بل وصل الأمر إلى وقوع الطلاق بعد شهر وأسبوع، وربما بعد ساعات قليلة من الزواج.

وأرجعت فضيلتها سبب ذلك إلى قيام الزواج على أسس ومعايير واهية، ربما تمثلت في المال أو حسن المظهر أو الكلام المعسول، وأسباب أخرى ليس من ضمنها ما حث عليه الشرع الحنيف من الدين والخلق اللذين وردا في الحديث الشريف.

ولفتت أستاذ العقيدة والفلسفة إلى أن الزواج هدفه عمارة الأرض، مشيرة إلى التيسير في المهر لقوله صلى الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا”، فاليسر مطلوب حتى تكون الحياة الزوجية قائمة على السعادة والراحة، لا على الديون والمتاعب.

ونوَّهت إلى أن المعيار الأساسي في اختيار الزوج والزوجة هو الخلق والدين، حيث يترتب على هذا أسرة صالحة، ويراعى التكافؤ عند اختيار الزوج حتى تستقر الأسرة ولا يكون هناك تفكك.

من جهتها، أوضحت الدكتورة/ حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر، أن للمرأة حق اختيار الزوج، وما للولي إلا التوجيه والإرشاد، ولا يملك وليها أن يجبرها على الزواج ممن لا ترضى عنه، فالزواج يعتبر من خصوصيات المرأة، ولا يجوز لأحد الوالدين إجبار ابنته على الزواج بمن لا تريد.

كما أفادت الباحثة بالجامع الأزهر، أنه من الظلم تعدي ولي الأمر على حقوق المرأة، وهو أمر يتناقض مع ما جاء به الإسلام، مشيرة إلى أن الزواج يجب أن يقام على المودة والرحمة والسكن، كما جاء في قول الله تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ".

ولفتت فضيلتها إلى أن المهر حق خالص للمرأة فرضه الله على الزوج، وليس لأحد من أهل المرأة أن يسقطه كله أو بعضه، قال تعالى "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا"، مشيرة إلى أن دور المرأة لا يقل أهميه عن دور الرجل، فلكلٍّ دوره في بناء الأسرة والمجتمع.

جدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن ثاني برامج الجامع الأزهر الموجهة للمرأة، حيث تحظى قضايا المرأة والأسرة باهتمام ملحوظ من الجامع الأزهر، وفقًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر ووكيل الأزهر.

وعقد الجامع الأزهر أولى برامج المرأة قبل شهر رمضان الماضي، وجاءت تحت عنوان: "التحديات الأسرية وكيفية التعامل معها"، وتضمنت سلسلة محاضرات على مدار شهر كامل، حاضر فيها عددٌ من كبار المتخصصين من أساتذة الأزهر الشريف، وواعظات مجمع البحوث، وقيادات الأزهر بمختلف التخصصات.

طباعة
الأبواب: الرئيسية
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم