الجامع الأزهر


تفاصيل الخبر

في أولى حلقاته.. ملتقى الأزهر يبين قداسة الشعائر الدينية ومقاصدها

  • | الثلاثاء, 12 مارس, 2024
في أولى حلقاته.. ملتقى الأزهر يبين قداسة الشعائر الدينية ومقاصدها


د. إبراهيم الهدهد: شعيرة الصيام تؤثر في القلوب فتبني فيها التقوى

د. حسن الصغير: رمضان مدرسة تربوية ينصلح بها حال المؤمن في الدنيا والآخرة

عقد الجامع الأزهر أولى حلقات ملتقى الأزهر في شهر رمضان المبارك، بعنوان: “ قداسة الشعائر الدينية ومقاصدها"، وحاضر فيه د. إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، ود. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، وذلك بحضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وعدد من قيادات الأزهر.

وخلال اللقاء، أكد د. إبراهيم الهدهد، أنه ينبغي على المسلم أن يعظم شعائر الله طوال العام وخاصة في الشهر الفضيل، كما قال تعالى: { ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، فشعيرة الصيام تؤثر في القلوب فتبني فيها التقوى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أنه من هنا خرجت قاعدة في التربية والتقويم، وهي "لذة النداء تخفف مشقة الطاعة" بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، كما أن التكاليف إذا عمّت هانت، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}، موضحًا أن الحق تبارك وتعالى لا يكلف شخصًا إلا بعد أن يقتنع بهذا التكليف؛ فجمع القرآن في هذه الآية بين الإقناع والإمتاع.

وتابع د.الهدهد: ولذا ساق خبر الصيام في الأمم السابقة، ثم بين الغرض والهدف من الصيام وهو غرس التقوى التي تصلح القلوب بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ثم هوّن الحق سبحانه بعد ذلك التنفيذ بأن أيام الصيام قليلة بقوله: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}، ثم يسّر بعد ذلك أحكام الصيام بقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون}.

وفي السياق ذاته، بيّن د. حسن الصغير، الحديث عن أثر المقاصد الشرعية المقترنة بوظائف رمضان، فالآية الكريمة السابقة توضح أن المقاصد الإسلامية لا تؤثر في النفوس فقط، بل في الأعمال والتصرفات، فتجد النفس المكلفة بالصيام تتسارع إلى أعمال الخير والبر من الإطعام والإكثار من الصدقات وصلة الأرحام وتفقد أحوال الجيران وغيرها في هذا الشهر الكريم، وهذه الأعمال هي التي تحقق الهدف من قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

ولفت د.الصغير ، إلى أن الشخص الذي يقوم بالتصدق يجب عليه أن يتحرى مصدر المال الذي يتصدق به ليتحقق بهذا سبيل القبول من الله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المُرسلين؛ فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له؟! رواه مسلم، فالمقاصد الشرعية من هذه الشعائر ضرورية جدًّا، فينبغي على كل مسلم أن ينظر إلى حاله ويقدم على الله تعالى بالقُربات وأعمال البر والخير، فشهر رمضان مدرسة تربوية ينصلح بها حال المؤمن في الدنيا والآخرة.

من جانبه، أوضح د. عبد المنعم فؤاد، أن ملتقى الأزهر خلال شهر رمضان يهتم بمناقشة القضايا الاجتماعية والإسلامية ومعالجتها، لا سيما التي تهم الشباب، مؤكدًا اختيار عدد كبير من علماء الأزهر الشريف المتخصصينن في الرد على تلك القضايا، وفتح الباب للمناقشة والرد على الاستفسارات والأسئلة التي تدور في أذهان الحضور.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم