الجامع الأزهر


تفاصيل الخبر

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش متطلبات الروح والجسد

  • | الثلاثاء, 12 مارس, 2024
الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش متطلبات الروح والجسد

     عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، فعاليات الملتقي الفقهي بعنوان: "مصالح الإنسان بين رغبات النفس ومتطلبات الروح"، وحاضر فيه الدكتور عبد الله الحسيني، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، والشيخ هشام المرصفي، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتور أحمد محرم، عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر.

وخلال اللقاء، أوضح الدكتور عبد الله الحسيني، أن الله تعالى خلق الإنسان مؤلَّفًّا من الروح والجسد، وهما مترابطان ارتباطًا وثيقًا، ومتفاعلان تفاعلًا قويًّا، لا ينفكّ أحدهما عن الثاني إلا بنهاية الحياة، وسعادة الإنسان وهناؤه الجسمي والفكري منوط بصحة هذين العنصرين وسلامتهما معًا، لهذا كان على المسلم العناية بهما معًا عناية فائقة تضمن صحتهما وازدهارهما، وصيانتهما من المضار.

وأضاف الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، أن التوازن بين الروح والجسد حاجة إنسانية وتشريع ديني لكل من الجسم والروح ، فحاجات الجسم هي المطالب المادية الموجبة لنموه وصحته وحيويته، وحاجات الروح هي الكمالات الروحية والنفسية التي ترنو إليها الروح، وتهفو إليها، كالمعرفة، وراحة الضمير، وراحة البال، وما إلى ذلك من المثل العليا والأماني الروحية، ولا مناص من تلبية هذه المآرب والرغائب الجسمية والروحية لتحقيق صحة الجسم والروح، وضمان هنائهما المرجو.

من جانبه، قال الدكتور أحمد محرم: إن الإسلام نظر لرقي الإنسان وسعادته وتكامله، فوضع في الاعتبار جميع جوانبه المادية والمعنوية، الروحية والجسدية، والمتأمّل في تعاليم الدّين الإسلامي يجد أن المنهج الذي يسلكه هو منهج الفطرة الإنسانية التي ناغمها وحرّكها والتحم معها، ذلك المنهج الذي يعطي الغرائز حقها الكامل دون إسراف واعتداء، فلم يُطلِقْها ولم يَعْقِلْها، ويدعو إلى السيطرة على الطبيعة واستثمارها بما يحقق التّوازن بين مختلف الجوانب في الحياة الإنسانية؛ بين مطالب الجسد الماديّة من أكل وشرب وزواج وغير ذلك، وبين مطالبه الروحيّة من عبادة لله، وتزكية للنفس، والتماس مكارم الأخلاق والقيم الحقة.

وبيّن عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر أن الإسلام بشريعته سعى إلى إشباع حاجات الإنسان الروحية، كما سعى - في الوقت ذاته - إلى سد حاجاته الجسمية المادّيّة، فهو دين الإنسان ذي الروح والجسم يخاطب الناس بإنسانيتهم، موضحًا أن شهر رمضان المبارك فرصة ليسمو المؤمن فيه بروحه ويهذبها، مؤكدًا أن محاسبة النفس هي أهم وسيلة لتحقيق الموازنة بين متطلبات الجسد والروح.

وفي السياق ذاته، أكد الشيخ هشام محمد المرصفي

أن الإسلام حذر من تغليب جانب الروح على النفس والعكس ولقد ذم النبي ﷺ المتنطعين بقوله: هلك المتنطعون يكررها ثلاثا، بل هو ﷺ القائل: ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، مشددًا أن التوازن مطلوب حتى في الصلاة، مبينًا أن النبي ﷺ نهى عن تعذيب النفس حين رأى رجلًا كبير السن يكاد يموت فلما سأل عن حاله قالوا له: نذر أن يمشي ويصوم ولا يستظل فقال: إن الله غني عن تعذيب هذا لنفسه.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم