نائب رئيس جامعة الأزهر: العودة إلى القيم الدينية الأصيلة الطريق الحقيقي لإحياء مكارم الأخلاق
وكيل كليتي الإعلام والدعوة السابق: الأخلاق الفاسدة تؤدي إلى تأخر المجتمعات وتفشي ظواهر سلبية
عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة تحت عنوان: "من المشكلات المجتمعية فحش الأقوال والأفعال.. أسباب وعلاج"، بحضور: أ.د/ محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، وأ.د/ محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الإعلام والدعوة، وأدار اللقاء الأستاذ/ إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور/ محمد عبد المالك، أن من أعظم نعم الله على الإنسان نعمة البيان، مشددًا على أن المؤمن لا يعرف الفُحش في القول، ولا القُبح في اللفظ، وأن من يتلفظ بالكلام المنكر أو يسبُّ الأعراض أو الدِّين، قد تلوثت فطرته وأثَّر فيه مخالطة الفُسَّاق، مشددًا أن الله تعالى سمى ناقل الأخبار الكاذبة فاسقًا، وكفى بذلك زجرًا ووعيدًا. وأضاف الدكتور/ عبد المالك، أن سوء الخُلق لا ينشأ من فراغ، بل هو نتيجة ضعف الإيمان وغياب الرقابة الذاتية، موضحًا أن الإنسان إذا ابتعد عن طاعة الله، واعتاد مخالطة من لا خُلق لهم؛ فسدت طباعه، وتلوث لسانه، مؤكدًا أن العلاج يبدأ من تصحيح النية، ومجاهدة النفس، وتربية الأبناء على مراقبة الله في القول والعمل، مشددًا على أن العودة إلى القيم الدينية الأصيلة، هي الطريق الحقيقي لإحياء مكارم الأخلاق.
من جانبه، أوضح الدكتور/ محمود الصاوي، أن فحش القول والبذاءة هما ثمرة من ثمار سوء الخُلق، مشيرًا إلى أن الأخلاق الفاسدة تؤدي إلى تأخر المجتمعات، وتفشي ظواهر سلبية، مثل: التنمر، والرشوة، والربا، مؤكدًا أن قضية الأخلاق ليست هامشية، بل هي في صميم نهضة الأمم، والحياء من الإيمان. أما التدين الظاهري دون سلوك قويم، فهو ضعف في الإيمان. وأوضح“الصاوي” أن من أعظم أسباب سوء الخُلق ضعف التربية، وغياب القدوة الصالحة، بالإضافة إلى تأثير الإعلام السلبي، مؤكدًا أن علاج هذه الظاهرة يبدأ من الأسرة، ويمتد إلى المدرسة، والمسجد، وكل مؤسسات المجتمع، داعيًا إلى تكامل الأدوار في غرس القيم، وتقديم النماذج العملية للسلوك القويم، وربط الأخلاق بالإيمان الحقيقي لا بالمظاهر الشكلية.