الجامع الأزهر


تفاصيل الخبر

ملتقى الجامع الأزهر: الإيمان واليقين سبب صمود المسلمين في غزوة مؤتة.. وغزة اليوم تُعيد المشهد

  • | الخميس, 14 أغسطس, 2025
ملتقى الجامع الأزهر: الإيمان واليقين سبب صمود المسلمين في غزوة مؤتة.. وغزة اليوم تُعيد المشهد

   عقد الجامع الأزهر، ملتقى السيرة النبوية الثامن والعشرين، تحت عنوان: "غزوة مؤتة وطريق النصر"، بحضور: أ.د/ إبراهيم الهدهد، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأ.د/ السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقًا، وأدار الحوار: د/ إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم.

وخلال اللقاء، تحدث الدكتور/ السيد بلاط، عن الخلفية التاريخية لغزوة مؤتة؛ حيث أوضح أن مؤتة بلدة تقع في الأردن على بُعد (140) كم من عمَّان، موضحًا أن السبب المباشر للغزوة كان قتل "الحارث بن عمير الأسدي"، مبعوث رسول الله ﷺ الذي كان يحمل رسالة دعوة للإسلام إلى أمير بصرى في السنة السادسة للهجرة، على يد "شرحبيل بن عمرو الغساني"؛ مما اعتُبر إعلان حرب صارخ على الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة المنورة واستهانةً برسالتها.

وأبرز الدكتور/ بلاط، استجابة الرسول ﷺ لهذا التحدي؛ بتجهيز جيش قوامه (3000) مقاتل، مشيرًا إلى حكمته في ترتيب القيادة بتسلسل واضح (زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة) مسلطًا الضوء على التوجيهات النبوية السامية التي أمر بها الجيش، والتي شكَّلت دستورًا أخلاقيًّا في القتال، وتضمنت: تجنب الغدر، وحظر قتل المدنيين: (النساء، والأطفال، والشيوخ)، والامتناع عن قطع الأشجار أو هدم المباني، مع التأكيد على إعلاء كلمة الحق والدين، واصفًا هذه التوجيهات بأنها: "أخلاق الإسلام في القتال"، ونافيًا ما يُثار زورًا عن ارتباط الإسلام بالعنف والإرهاب.

كما تحدث الدكتور/ بلاط، عن سير المعركة، واستشهاد القادة الثلاثة الذين اختارهم النبي ﷺ واحدًا تلو الآخر، مؤكدًا أن هذا الفداء لم يُضعف العزيمة، وأن سر الصمود والنصر -رغم التفوق العددي الساحق للروم وحلفائهم الذي وصل إلى قرابة (200) ألف مقابل 3 آلاف مسلم- يكمن في "الإيمان الكامل بالله، واليقين بالنتيجة: إما النصر، وإما الشهادة"، واصفًا بسالة المقاتلين بأنها أظهرت "رجالًا يحرصون على الموت في سبيل الله أكثر من حرصهم على الحياة {صَدَقُوا مَا عَاهُدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}.

من جانبه، شدَّد الدكتور/ إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، على أن غزوة مؤتة ليست مجرد حدث تاريخي، بل صورة مكررة ودرس مهم تتجلى ملامحه في واقع الأمة اليوم، مستشهدًا بوضع غزة وفلسطين؛ حيث يواجه المسلمون أعداءً متفوقين عدديًّا وعتادًا، مؤكدًا أن معركة مؤتة تقدم درسًا محوريًّا تفتقده الأمَّة اليوم، وهو الأثر الحاسم للإيمان الراسخ، والقيادة المخلصة، والأخلاق الثابتة، في تحديد مصير المعارك، وتحقيق النصر المعنوي والمادي، مهما بلغت التحديات، وعَظُمت التضحيات.

يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، ويهدف إلى تسليط الضوء على حياة النبي محمد ﷺ، والمعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته، وكيف كان يتعامل مع الناس، وكيف كان يُدبِّر شئون الأمة؛ للوقوف على هذه المعاني الشريفة؛ لنستفيد بها في حياتنا.
 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم