الجامع الأزهر


تفاصيل الخبر

ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: عمل أعداء الأمَّة على تشتيت عقول شبابنا.. وإلهائهم بالأمور التي تصرفهم عن طريق الحق والهداية

  • | الأحد, 17 أغسطس, 2025
ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: عمل أعداء الأمَّة على تشتيت عقول شبابنا.. وإلهائهم بالأمور التي تصرفهم عن طريق الحق والهداية

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان: "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن خَلْق الإنسان.. نعمة العقل" وذلك بحضور: أ.د/ عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، وأ.د/ محمد كمال المهدي، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر، ويدير الحوار الشيخ/ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.

وخلال اللقاء، أكد الدكتور/ عبد الفتاح العواري، أهمية العقل في الإسلام؛ فهو مناط التكليف، وتعني هذه القاعدة الفقهية أن التكاليف الشرعية، مثل: الصلاة، والصيام، تسقط عن الإنسان إذا كان غير عاقل، ولبيان أهمية العقل وكونه شرطًا للتكليف؛ فقد روي عن النبي ﷺ: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ". هذا الحديث الشريف يؤكد أن العقل هو الأساس الذي يبنى عليه التكليف الشرعي، فإذا فُقِدَ العقل، رُفع القلم عن صاحبه، وهذا دليل قاطع على المكانة العظيمة للعقل في الإسلام.
وأوضح الدكتور/ عبد الفتاح العواري، أن العقل هو أداة الإنسان في تدبر آيات الله الكونية، من خلق السماوات والأرض، إلى أدق شيء في هذا الكون: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}، ولأن العقل ملزم بالتفكر؛ فقد وضع له الشارع الحكيم حدودًا؛ فلا ينبغي للإنسان أن يخوض به في ذات الله، بل يكتفي بالنظر في آياته؛ إيمانًا منه بأن العقل البشري محدود لا يحيط بالذات الإلهية؛ وبذلك يكون العقل هو النور الذي يهدي الإنسان إلى طريق الهداية والخير، ويعينه على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه؛ ليصل في نهاية المطاف إلى جنة عرضها السماوات والأرض.

من جانبه، أوضح الدكتور/ محمد كمال المهدي، أن حديث النبي ﷺ: "إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، وإن كان رشدًا فأمضه، وإن كان غَيًّا فانتهِ عنه" هو دعوة صريحة لإعمال العقل والتفكير العميق. كما أن ما يعرف اليوم في علم الإدارة بــ "دراسات الجدوى" هو انعكاس عملي لهذا المبدأ النبوي الذي يحث على التفكير المسبق وحساب كل شيء قبل الإقدام عليه، محذرًا من فِقْدان الإنسان السيطرة بعقله على شهواته ورغباته؛ لأن فَقْدَ السيطرة يؤدي إلى الضياع وخسارة الإنسان كل شيء من حوله.

وأشار الدكتور/ محمد كمال المهدي، إلى أن استخدام العقل في التفكير هو ما يمنح الإنسان الحذر والروية الصواب حول الأشياء قبل الإقدام عليها، وهو أيضًا الأداة التي تُمكِّن الإنسان من فهم وتنفيذ الأوامر الإلهية، مثل قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}؛ فلا يمكن أن يتحقق هذا الأمر الإلهي دون عقل يفكر، ويكون قادرًا على تنفيذ ما جاء في أمر الحق سبحانه وتعالى؛ لأن الذين ضلوا عن طريق الحق والصواب، إنما كان ذلك نتيجة عدم إعمال العقل وفق الضوابط الشرعية لإعماله، مبينًا أنه لأهمية العقل عمل أعداء الأمة على تشتيت عقول شبابنا وإلهائها بالأمور التي تصرفهم عن طريق الحق والهداية.

وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ/ علي حبيب الله، أن العقل البشري هبة إلهية عظيمة؛ فهو الأداة التي عرف بها الإنسان ربَّه، وميَّز بها بين الخير والشر، وبهذه القوة العقلية، تَمكَّن الإنسان من السيطرة على الأرض وتسخيرها لصالحه. والأهم من ذلك، أن العقل هو وسيلة الإنسان للتحكم في نفسه ووقايتها من الوقوع في الشرور. كما أن العقل هو أساس التكريم الإلهي للإنسان، وواجب المسلم أن يحافظ عليه ويستثمره في كل ما يقربه من الله وينفع نفسه ومجتمعه.

يُذكَر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، ويهدف إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

طباعة
الأبواب: الرئيسية
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم