خلال ملتقى شبهات وردود.. د. إبراهيم الهدهد: سند القراءات القرآنية جاء من الله وتناقله الصحابة بالتواتر عن رسول الله
عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى "شبهات وردود"، والذي دار حول "القراءات القرآنية.. شبهات وتوضيحات"، وحاضر فيه الدكتور/ إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور/ عبد الكريم صالح، الأستاذ بكلية القرآن الكريم بطنطا ورئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر.
وخلال الملتقى، قال الدكتور/ إبراهيم الهدهد، إن الشبهات التي تثار حول القرآن الكريم وعلى رسول الله ﷺ وعلى الإسلام، ليست وليدة اليوم، بل بدأت مع بداية رسالته ﷺ، وأن كلمة "الشبهة" هي محاولة إضعاف الحجة التي جاء بها النبي ﷺ، مبينًا أن الزمخشري قال في أول كتابه [الكشاف] حين سُئِل ما لذَّتُك؟ قال "لذتي في حجة تتبختر اتضاحًا، وشبهة تتضائل افتضاحًا".
وأوضح أستاذ البلاغة أن سند القراءات القرآنية جاء من الله -عز وجل- ثم تناقل الصحابة -رضوان الله عليهم- ذلك بالتواتر عن رسول الله ﷺ عن سيدنا جبريل -عليه السلام- عن رب العزة سبحانه وتعالى، مضيفًا أن اختلاف اللهجات من أسباب تعدد القراءات.
من جانبه، بيّن الدكتور/ عبد الكريم صالح، أن للنبي ﷺ معجزات كثيرة ومن أفضلها معجزة القرآن الكريم، وأن الله -عز وجل- قد تولى حفظه فقال في محكم التنزيل :﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، وأنه سبحانه نفى الريب عن كتابه في سورة البقرة فقال -عز وجل- ﴿ذلِكَ الْكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾.
وأشار رئيس لجنة مراجعة المصحف، إلى أن تنوع وجوه القراءات ضمن الإعجاز الذي ينبغي أن يُرد به على المستشرقين؛ فالقراءات ليست للتيسير فقط، وإنما لإظهار معان جديدة للقرآن الكريم، فمثلًا في قوله -تعالى- "وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ"، ورد في كلمة (واحدة) قراءتان، إحداهما: بالنصب على أن (كان) ناقصة، أي تحتاج لاسم، وإن كانت المتروكة واحدة، بينما وردت القراءة الأخرى بالرفع على أن (كان) تامة، وهي التي تكتفي بمرفوعها، وهي بمعنى وجد أو جاء أو وقع. فقراءة النصب دلت على أن البنت قد وُلدت بالفعل، وقراءة الرفع دللت على أنها لم تولد بعد، ولذا فقد احتفظ الله بحق البنت المنفردة التي لم يعصِّبها عاصب سواء كانت موجودة أو غير موجودة، وذلك كونها في بطن أمها، مستشهدًا بأمثلة غيرها تدل على أن للقراءات معانٍ جديدة وذلك من الإعجاز في تنوع وجوه القراءات.
جدير بالذكر أن ملتقى شبهات وردود بالجامع الأزهر يُعقد الثلاثاء من كل أسبوع، وتتنوع موضوعاته وفقًا لمقتضى الواقع والقضايا المثارة حول الإسلام الحنيف، ويحاضر فيه نخبة من كبار العلماء بالأزهر الشريف.