الجامع الأزهر


العلوم الشرعية و العربية

ملتقى الجامع الأزهر "شبهات وردود": الهجرة كانت مثالًا حيًّا على النجاح والإتقان والتخطيط والأخذ بالأسباب
Sameh Eledwy

ملتقى الجامع الأزهر "شبهات وردود": الهجرة كانت مثالًا حيًّا على النجاح والإتقان والتخطيط والأخذ بالأسباب

تجدد التشكيك من خصوم الإسلام حول ثوابت الدين وكتاب الله.. دليل على أحقية وصدق رسالة النبي ﷺ

الهجرة النبوية منطلق النور الذي أضاء الكون.. واختيار مكان الهجرة ووقتها أمر إلهي

 

     عقدَ الجامع الأزهر الشريف، أمس الثلاثاء، ملتقى "شبهات وردود"، بعنوان (الهجرة دروس وعِبر)، وذلك تزامنًا مع الاحتفال بذكرى هجرة المصطفى ﷺ إلى المدينة، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر.

وحاضر في الملتقى كل من، الدكتور/ محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والدكتور/ عبد الفتاح العواري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، والدكتور/ محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، والدكتور/ محمد عبد المجيد، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر.

وخلال اللقاء، أكد الدكتور/ محمد أبو زيد الأمير، إننا يجب أن نستقبل العام الهجري الجديد بتجديد إيماننا ونعود إلى الله تعالى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جددوا إيمانكم» قيل: يا رسول الله، وكيف نجدد إيماننا؟ قال: «أكثروا من قول لا إله إلا الله»، مبينًا أن النبي صلى الله عليه وسلم تعرض لأشد أنواع الأذى في سبيل هذا الدين، ومن هنا نعلم أن كلمة التوحيد تحمَّل فيها رسول الله والصحابة الكرام أشد المعاناة حتى اضطر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخروج من مكة مهاجرًا إلى المدينة هو والصحابة الكرام.

وتابع “الأمير” أن المشركين حاولوا منعه وقتله، لكن قدرة الله تعالى كانت أقوى من كل شيء، وهكذا ينصر الله تعالى رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، فمن كان الله معه كان كل شيء مسخرًا له، موضحًا أن الهجرة كانت مثالاً حيًّا على النجاح والإتقان والتخطيط والأخذ بالأسباب في كل شيء في الحياة.

من جانبه، بيّن الدكتور/ عبد الفتاح العواري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، أن التشكيك من خصوم الإسلام حول ثوابت الدين عقيدة وشريعة وأخلاقًا، بل حول كتاب رب العالمين لا ينقطع إلى يوم القيامة، وفي هذا دليل على أحقية نبوية محمد صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته، موضحًا أن شبهة أن الهجرة كانت هروبًا من مسئولية الدعوة، إنما هي شبهة يأتيها الخلل من بين يديها ومن خلفها، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما تركوا مكة مهاجرين الهجرة الأولى والثانية إلا بإذن من الله ورسوله لهم.

وأضاف “العواري” أن الهجرة النبوية الكبرى كانت منطلق النور الذي أضاء هذا الكون، والله تعالى هو من اختار مكان الهجرة ووقتها، ولقد عانى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد المعاناة، وكان صلى الله عليه وسلم يصبرهم، ولقد عبر الله تعالى عن الهجرة بقوله تعالى: "إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين" أي أنه مُخرَج وليس بخارج؛ إذن فالهجرة كانت من أجل إيجاد وطن صالح للدعوة الإسلامية وهو المدينة المنورة.

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور/ محمود الصاوي، أن أداة هجر تعود إلى ترك شيء إلى شيء آخر، وهناك فارق بين هَجَرَ وهاجر، فالأولى: هَجَر بالاختيار، والثانية: ليست كذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يهجر مكة بل هاجر منها، ولقد كانت الهجرة فرار بدين الله تعالى وحفظًا للكليات الخمس، وهذه هي الهجرة التي تكون في سبيل الله.

وبيّن “الصاوي” أن الهجرة أنواع: منها هجرة المعاصي والمنكرات وهي عامة لكل مسلم ومسلمة، والثانية خاصة: وهي التي تكون انتقالًا من بلد لآخر فرارًا بدين الله، وهناك تقسيم باعتبار آخر أن الهجرة إما حسية: وهي انتقال الأجساد، وإما معنوية: وهي الهجرة من المعاصي والآثام، ولو طبقنا الهجرة بمفهومها المعاصر لكانت الامتثال إلى أوامر الله تعالى ورسوله، مشيرًا إلى قصة صهيب رضي الله عنه وأنها ضربت أروع الأمثال في بيان التضحية التي بذلها المؤمنون من أجل الهجرة إلى رسول الله، مما يؤكد أن الهجرة النبوية لم تكن فرارًا أو تخاذلًا كما يدعي أعداء الإسلام.

ومن جانبه، أكد الدكتور/ محمد عبد المجيد، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، أن الهجرة النبوية حدث تاريخي وذكرى ذات مكانة عالية عند المسلمين، مبينًا أن ما يدعيه بعض المغالطين في أن المسلمين الأولين الذين هاجروا إلى المدينة كانوا فقراء خرجوا سعيًا إلى المال، وأنهم بدأوا غارات نهب على القرى المجاورة، هو تشكيك في الأهداف النبيلة للهجرة النبوية المباركة، مؤكدًا أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة؛ بل إن أغلب المهاجرين الأولين الذين هاجروا إلى المدينة كانوا من ذوي العشيرة والمال.

وتابع “عبد المجيد” أن ادعاء أن هجرة المسلمين إلى المدينة لم تكن خوفًا من ظلم المشركين وإنما كانت هروبًا من تحمل عبء الدعوة، هى دعوى كيدية؛ فالهجرة هي سنة للأنبياء جميعًا، وجهادٌ إيجابي لحفظ الدين، فقد كانت الهجرة النبوية إيذانًا بميلاد فجر جديد للدعوة الإسلامية في وطن جديد يصلح لتلك الدعوة، بعد أن رفض أهل مكة الدعوة وصاحبها عليه أفضل الصلاة والتسليم.

الموضوع السابق حول "مهارات التواصل بين الزوجين".. الجامع الأزهر يواصل برامجه التوعوية للمرأة والأسرة
الموضوع التالي ضمن مبادرة "اعرف أكثر".. وفد طلابي من المدارس والمعاهد يزور الجامع الأزهر
طباعة
375 Rate this article:
لا يوجد تقييم