الجامع الأزهر


العلوم الشرعية و العربية

ملتقى الطفل بالجامع الأزهر: الرفق واللين صفة الأنبياء والمرسلين وبهما ينال المرء ما لم يناله بغيرهما
Sameh Eledwy

ملتقى الطفل بالجامع الأزهر: الرفق واللين صفة الأنبياء والمرسلين وبهما ينال المرء ما لم يناله بغيرهما

     عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم السبت، اللقاء السادس والثلاثين من ملتقى "الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، حول "الرفق واللين"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبمتابعة الدكتور/ عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وفي بداية الملتقى، قال الشيخ/ عبد الكريم أحمد، الباحث بإدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، إن الرفق هو لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل واللطف وحسن الصنيع، وهو ضد العنف والحدة، فمن تأمل كتاب الله -عز وجل- وجدَ أنه -جلَّ جلالُه- عظَّم الرفقَ وأمر به، بل قال لنبيه ﷺ "ولَو كُنتَ فَظَّاً غَليظَ القَلبِ لانْفَضُّوا من حَولِكْ فَاعْفُ عَنهُم واستَغْفِر لهُم".

وبيّن “أحمد“ أن الرفق هو دأبُ الأنبياء، فإن الله -تعالى- لما أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون الطاغية المتكبر الذي ليس بعد طغيانه طغيان، فادَّعى الألوهية وقتل بني إسرائيل وسخَّر الناس بين يديه؛ ومع ذلك لما أرسل الله موسى وهارون إليه قال سبحانه: "اذْهَبا إلى فِرْعَونَ إنَّهُ طَغى * فَقولا لَهُ قَولاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتذَكَّرُ أوْ يَخْشَى"، ولما دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام أباه إلى الإسلام صرخَ به أبوه الكافر وقال "يا إبراهيمُ لَئِن لم تَنْتَهِ لَأرْجُمَنَّكَ واهْجُرْني مَليَّاً"، فردّ إبراهيم بكل رفق ولين قائلًا: "سَلامٌ عَليكَ سأسْتَغْفِرُ لَكَ ربِّي إنَّه كانَ بي حَفِياً"، فكان الأنبياءُ -عليهم السلام- يصِلون بالرفق واللين إلى ما لا يصِل إليه غيرهم.

وسرد الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر بعض فوائد الرفق، فهو سببٌ للخيرِ كُلِّهِ؛ إذْ يتأتَّى معه من الأمورِ ما لا يتأتَّى مع غيرِه، ويُثيبُ اللهُ تعالى عليه ما لا يُثيبُ على ما سواه، وهو من أقوى الأسبابِ الموصلَةِ إلى محبَّةِ اللهِ سبحانه وتعالى ومرضاتِه، وسببٌ عظيمٌ للنجاةِ وَالفَلاَحِ في الدُّنيا والآخرةِ، فعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال رسولُ اللهِ ﷺ “إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"، رواه مسلمٌ. وَفي حَدِيثِ جَرِيرِ بن عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ أَنَّهُ ﷺ قَالَ "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ"، رواه مسلم.

وتابع: َإِنَّمَا الرِّفْقُ الحَقِيقيُّ هُوَ وَضْعُ الأُمُورِ فِي مَوَاضِعِهَا التي تَتَطَلَّبُهَا بِعِزَّةٍ وَكَرَامَةٍ وَحُسْنِ سِيَاسَةٍ وَرِعَايَةٍ؛ عَلَى حَدِّ قَوْلِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ بن أبي سُفيانَ: "إنَّ بيني وبينَ الناسِ خيطًا، إن أمهلوه شددتُ، وإن شدُّوه أمهلتُ".

وحول تنمية مهارات الكتابة والقراءة لدى النشء، تناول الدكتور/ محمد عبد المجيد، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالفروع الخارجية، "الجملة الاسمية"، موضحًا أركانها، وأنواعها من حيث الجملة الاسمية غير المنسوخة، والجملة الاسمية المنسوخة وتعني أن يدخل على المبتدأ والخبر حرف أو فعل ناسخ دون أن تفقد الجملة اسميتها.

وأضاف “عبد المجيد” أن الجملة الاسمية هي التي تبدأ باسم، وتتكون من جزأين هما المبتدأ والخبر وكلاهما مرفوع؛ المبتدأ: اسم مرفوع يقع في أوّل الجملة، والخبر: مرفوع يكوّن مع المبتدأ جملة مفيدة، واستدل بعدة أمثلة، منها: الشمسُ مشرقةٌ، هذا الصّباح. وبيّن أن من صور المبتدأ أن يكون (اسم جنس، أو اسم علم، أو ضمير، أو اسم من الأسماء الخمسة)، وجاء بأمثلة منها: محمدٌ مجتهدٌ – أنا مجتهدٌ - هذا مجتهدٌ.

كما تناول صور الخبر، وذكر أن منها الخبر المفرد مثل (الأشجارٌ مورقةٌ)، والخبر (الجملة الاسمية)، مثل الجوُّ هواءه باردٌ، والخبر (الجملة الفعلية) الفلاحُ يزرع الحقل، والخبر (شبه الجملة) العصفورُ في القفص.

يذكر أن ملتقى "الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات؛ وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.

الموضوع السابق ضمن مبادرة "اعرف أكثر".. وفد طلابي من المدارس والمعاهد يزور الجامع الأزهر
الموضوع التالي انطلاق اختبارات نهاية المستوى برواق القرآن الكريم بالجامع الأزهر والفروع الخارجية
طباعة
341 Rate this article:
لا يوجد تقييم