الجامع الأزهر


العلوم الشرعية و العربية

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يضع حلولًا دينية لتحسين أنماط الانسجام بين الزوجين
Sameh Eledwy

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يضع حلولًا دينية لتحسين أنماط الانسجام بين الزوجين

د. إنعام محمود: اختلاف الطباع بين الطرفين لا يعني صعوبة استقرار العلاقة الزوجية

د. نسرين سمير: فترة الخطبة لها دور في اكتشاف نمط الشخصية لكلا الزوجين

 

     عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، الندوة الخامسة عشرة، ضمن برامجه الموجهة للمرأة، وذلك بعنوان: "أنماط الانسجام العاطفي بين الزوجين"، وحاضر في الملتقى كل من، د. إنعام محمود حماد، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، ود. نسرين سمير أحمد، أستاذ مساعد ورئيس قسم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، وأدارت الحوار، د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.

وخلال الملتقى، أوضحت د. إنعام محمود حماد، أنه من الصعوبات التي تواجهنا في الحياة الزوجية أن نتعامل مع شخصية مختلفة ولها طباع لم يعتد عليها الطرف الآخر، ولكن بقليل من الصبر والفهم يمكن تجاوز هذه المشكلة.

وتابعت أستاذ العقيدة: من منا لا يريد أن تدوم حياته الزوجية حتى آخر العمر، فاختلاف الطباع لا يعني صعوبة استقرار العلاقة الزوجية واستحالة كونها سعيدة، فإذا ما تحقق التفاهم بين الشريكين تحقق الاستقرار والسعادة، مضيفة أنه علينا أن نعي أنماط الشخصية المختلفة وكيفية التعامل معها، ومن هذه الأنماط الشخصية النرجسية وهي التي تهتم بشكل كبير وزائد بالذات دون الآخرين وهم أكثر تقديسًا لذاتهم، وهذه الشخصية تفتقر القدرة على فهم مشاعر الآخرين ويغلب عليهم التكبر والتعالي.

من جانبها ، قالت د. نسرين سمير أحمد: إنه لا بد أن نبين المقصود من أنماط الشخصية مع عرض نماذج لأنماط الشخصيات السوية وغير السوية، فالشخصية يقصد بها فئة أو صنف أو مجموعة من الأفراد تشترك في مجموعة من السمات والخصائص، ولهم نفس الميول والأفكار والتصورات الشخصية والتي غالبًا ما تؤثر في فهمهم وفي إدراكهم وفي تصرفاتهم وفي مظهرهم الخارجي.

وتابعت: ويمكن من خلال هذه الأنماط قياس السلوك الإنساني، والشخصية قد تكون سوية أو غير سوية ومعيار وجود السوية أو عدمه في مجتمعاتنا الإسلامية هو المحافظة على التوازن بين المتطلبات الروحية والاحتياجات الجسدية، فضلًا عن التوازن في المعايير والسلوكيات تجاه الذات وتجاه المحيطين.

وبينت د. نسرين العوامل المؤثرة في تشكيل الأنماط المختلفة للشخصية، وأهمها عملية التنشئة الاجتماعية، والتكوين الوراثي والتكوين النفسي والمحيط الاجتماعي، كما أن فترة الخطبة لها دور في اكتشاف نمط الشخصية لكل من الزوجين، حيث تعد مرحلة الخطبة من أهم المراحل التي تسبق الزواج وتُعرف أيضًا بفترة التعارف، وفيها يحاول الشاب والفتاة المقبلان على الزواج التقارب فكريًّا ونفسيًّا وسلوكيًّا، وغالبًا ما يتخللها اختبارات وتجارب لكل من الطرفين وعمليات من الشد والجذب، يحدد من خلالها كل طرف الإيجابيات والسلبيات الموجودة في شخصية الآخر ومدى القدرة على تقبلها والتكيف معها بعد الزواج.

وأوضحت د. نسرين، أن الحياة الزوجية في مجتمعاتنا الإسلامية تقوم على أساس الشراكة في تكوين الأسرة فضلًا عن تأدية الحقوق والواجبات من كل طرف تجاه الآخر، كما تقوم الحياة الزوجية على مجموعة من الأسس منها الشعور بالمسئولية والقدرة على تحملها والاستعداد للتضحية والحفاظ على الأسرار إلى غير ذلك من الأسس، مضيفة أنه يمكن تحقيق التوافق في الحياة الزوجية من خلال تقدير الطرف الآخر والثناء عليه وتصدير إيجابياته والتغافل عن زلاته.

وقدمت د. نسرين، روشتة علاجية لكيفية التعامل مع الأنماط المختلفة للشخصية في الحياة الزوجية، حيث يمكن التعامل مع الأنماط المختلفة للشخصية لا سيما الغير سوية منها خلال مرحلة الزواج؛ من خلال الاستعانة بالله والاستقواء به تعالى، ثم اتباع سلوكيات معينة خلال عملية التفاعل في الحياة الزوجية، ويطلَق عليه العلاج المنزلي وفي حالة فشل العلاج المنزلي من أحد الطرفين تجاه صاحب الشخصية غير السوية، يتم اللجوء لمختصين في تعديل السلوك والشخصية.

من جهتها، أوصت د. حياة حسين العيسوي، باتباع كتاب الله وهَدْي نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم في كيفية التعاملات الأسرية، فقد بلغ أقصى غاية الكمال البشري فهو أتقى البشر وأعلمهم بالله، كما في حديث البخاري: «إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا»، واستعرضت صورًا من بيت النبوة توضح التعامل مع بعض الأنماط الشخصية المختلفة؛ فقد رُوي أنَّ فاطمةَ رضيَ اللَّهُ عنها اشتَكَتْ ما تلقَى مِن أثرِ الرَّحَى في يدِها، وأتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سبيٌ فانطلقَتْ فلَم تَجِدْهُ، ولقيتْ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها فأخبرَتْها ، فلمَّا جاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، أخبرَتهُ عائشةُ بمجيءِ فاطمةَ رضيَ اللَّهُ عنها إليها، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وقد أخذْنا مَضاجعَنا فذَهَبنا لنقومَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: على مَكانِكُما فقعدَ بَينَنا، حتَّى وجدتُ بردَ قدمَيهِ على صدري، فقالَ : ألا أعلِّمُكُما خيرًا ممَّا سألتُما إذا أخذتُما مضاجعَكُما أن تُكَبِّرا اللَّهَ أربعًا وثلاثينَ، وتُسبِّحاهُ ثلاثًا وثلاثينَ، وتحمداهُ ثلاثًا وثلاثينَ، فَهوَ خيرٌ لَكُما مِن خادمٍ".

وعن كيفية التعامل مع الزوج البخيل، قالت: إنه رُوي عن عائشة رضي الله عنها أن هند بنت عتبة، قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي، إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: «خذي ما يكفيك وولدك، بالمعروف»، أي تأخذ قَدْرَ الكفاية بالمعروف، أي دون زيادة وتعدٍّ.
الزوجة الصالحة سببٌ لسعادة الزوج والأولاد والأسرة، قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحةُ"؛ لذا نصحنا صلى الله عليه وسلم باختيارها والفوز بها.

يُذكر أن برامج المرأة تُعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

الموضوع السابق خلال ملتقى “شبهات وردود”.. الجامع الأزهر يستنكر إحراق الكتب المقدسة
الموضوع التالي في إطار جهوده لتوعية النشء.. ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يعقد اللقاء الثامن والثلاثين غدًا
طباعة
342 Rate this article:
لا يوجد تقييم