الجامع الأزهر


العلوم الشرعية و العربية

في أولى ندوات موسمه الخامس.. الجامع الأزهر يستعرض أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة
Sameh Eledwy

في أولى ندوات موسمه الخامس.. الجامع الأزهر يستعرض أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة

     عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم الأربعاء، أولى ندوات الموسم الخامس من برامجه الموجهة للمرأة والأسرة، بعنوان: "أثر وسائل التواصل الاجتماعي على القيم"، وحاضر فيها كلٌّ من د. حنان مصطفى مدبولي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر واستشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، ود. هبة عوف عبد الرحمن، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وأدارت الندوة د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.

وخلال اللقاء، قالت د. هبة عوف، إن الأزهر الشريف له دور كبير في تجديد الوعي لدى الناس، وتوجيه سلوكهم إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة بما يُحقق رسالة الإسلام، وتوعية الأفراد بمخاطر هذه الشبكات وتعريفهم بكيفية استخدامها بما يعود بالنفع عليهم وعلى مُجتمعهم، مضيفة أن مواقع التواصل الاجتماعي أداة إيجابية إذا أُحسن استخدامها، وتم تقنينها، وعلى النقيض فهي أداة فتاكة إذا أُسيء استخدامها، ولا يُمكن أن تقوم لأمةٍ من الأُمم قائمة دون القيم والمُثُل العليا، التي هي بمثابةِ أُسس وجودية يستند عليها المُجتمع في تحقيق وجوده وتطوره.

وأضافت قائلة: إن القيم تلعب دورًا رئيسيًّا في تشكيل شخصية الإنسان، فهي تُحدد سلوك الفرد، وتجعله قادرًا على التكيف مع الحياة وتُحقق له رؤية واضحة عن مُعتقداته وتصلحه نفسيًّا وخلقيًّا وتضبط شهواته، كما تُشكل له سورًا واقيًا من الانحراف الفكري والنفسي والاجتماعي، وأما دور القيم في المُجتمع فهي تُساعد على استقراره وتماسكه وحمايته من الأخطار المُحيطة به، خصوصًا الغزو الفكري.

وتابعت: ولا يُمكن إنكار حقيقة أن مواقع التواصل الاجتماعي قد عادت على العالم أجمع بإيجابيات عديدة؛ منها أنها قد سهلت الاطلاع على جديد المعارف من إصدارات بحثية ومُحاضرات، كما سهلت التواصل بين الأفراد. وفي المُقابل فإن لمواقع التواصل الاجتماعي سلبيات عديدة، منها الإخلال بخصوصية الأفراد وإشاعة الأخبار السيئة، واستغلال المُلحدين لهذه الوسائل لكسر المقدسات في نفوس المسلمين والطعن في دين الله.

من جانبها بيّنت أ.د. حنان مدبولي، أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والجسدية، وما يحدثه الإفراط في استخدامها من أمراض تصيب حاسة البصر، وتشوهات تحدث للعمود الفقري واضطرابات النوم والسمنة، إضافة إلى الاكتئاب والقلق والانعزالية، وعدم تقدير الذات.
وأضافت أن لوسائل التواصل الاجتماعي كبير الأثر في التقصير في أداء الفرائض والعبادات وكذلك الإهمال في الواجبات، ومتابعة الهوايات.

وختمت كلمتها، ببيان أثر هذه الوسائل على مجموعة من القيم الدينية والأخلاقية والثقافية والاجتماعية؛ ومن ذلك: قيمة الوقت وعدم الرضا وهدر المال والغرق في الماديات، والانعزالية والبعد عن مخالطة الناس وانتشار التنمر والسخرية وسوء الأخلاق.

من جانبها، قالت د. سناء السيد: لقد تعددت وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر وواتساب وغيرها وانتشرت انتشار النار في الهشيم وفرضت نفسها على الناس وأصبحت تلازمهم في كل وقت وحين، حتى صار الإنسان أسيرًا لهذه الوسائل بل لقد أسرف الكثير منا في استخدامها حتى وصل بعضنا إلى درجة الإدمان، وأصبح الكثير لا يجد راحته وأنسه إلا في هذه الوسائل.

وأضافت: هذه الوسائل سلاح ذو حدين فقد تكون وسيلة لهدم القيم، وفساد الأخلاق وضياع الوقت ونشر الكذب، وقد تكون وسيلة لنشر الخير والتواصي بالبر وغير ذلك من أبواب النفع. وعلى الإنسان أن يعرف كيف يستفيد من هذه الوسائل؟ وأن يعرف الغاية منها، وأن يحرص على وقته فالعمر قصير والوقت ثمين. وليحذر من نقل الكلام دون التثبت فما أكثر الشائعات الكاذبة التي تنشر على صفحات التواصل الاجتماعي ولنتذكر قول الرسول ﷺ: "كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع".

جدير بالذكر أن برامج المرأة والأسرة تعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

الموضوع السابق 240 محاضرة في 10 سنوات.. الجامع الأزهر يختتم شرح كتاب "فتح المغيث" في احتفالية كبرى غدًا
الموضوع التالي في لقائه الأسبوعي.. ملتقى "شبهات وردود" يؤكد على أهمية الوقت عند الشباب
طباعة
351 Rate this article:
لا يوجد تقييم