ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش "دور الأم في إحداث التوازن التربوي داخل الأسرة"
د. حنان مدبولي: الأسرة هي المصدر الأساسي لبناء شخصية الأبناء دينيًّا وأخلاقيًّا
د. أم أحمد بيومي: التوازن التربوي قائم على ربط المرغوب بالمطلوب من حيث العطاء والمنع
د. سناء السيد: التوازن سنة مِن سُنن الحياة.. والمسلم مطالب به لإحداث الاعتدال في حياته
عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم الأربعاء، الندوة الأخيرة من الموسم السادس للبرامج الموجهة للمرأة والأسرة، تحت عنوان: "الأم والتوازن التربوي داخل الأسرة"، وحاضرت فيها، د. حنان مصطفى مدبولي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر واستشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، ود. أم أحمد أمين بيومي، أستاذ مساعد ورئيس قسم أصول اللغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وأدارت الندوة د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
واستهلت د. حنان مدبولي، حديثها ببيان مفهوم التوازن التربوي، موضحة الأدوار المتعددة للأم، وكيفية الموازنة بينها، فالمرأة بوصفها زوجة وأمًّا وموظفة وغير ذلك من أدوارها المتعددة، يجب عليها مراعاة التوازن بين كل هذه الأدوار ولا تنسى حق نفسها.
وأشارت إلى أن الأسرة بشكل عام والأم بشكل خاص تعد المصدر الأساسي لبناء شخصية الأبناء جسميًّا وعقليًّا ونفسيًّا ودينيًّا وأخلاقيًّا واجتماعيًّا، وعليه لا بد للأم في أثناء ممارستها لمهامها وأدوارها المتعددة، أن تراعي الحب والود والعدل والمساواة في علاقتها بالأبناء وبالآخرين.
من جانبها أوضحت د. أم أحمد بيومي، أن التوازن التربوي لدى الأم قائم على عدة أشياء منها: معرفة الأبناء، والعدل والمساواة، فالتوازن التربوي يتطلب معرفة المنهج التربوي بوسائله الصحيحة، وقد أرسى رسول الله ﷺ لذلك سلوكيات تربوية ينبغي اتباعها.
وأضافت: التوازن التربوي قائم على ربط المرغوب بالمطلوب من حيث العطاء والمنع وذلك بعقد مواثيق سلوكية في أثناء تربية الأبناء.
وفي السياق ذاته، لفتت د. سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر، إلى أن التوازن سنة مِن سُنن الحياة، وسر من أسرار البقاء، وقد أشار القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إلى مبدأ التوازن في كثيرٍ من النصوص.
وأوضحت أن المسلم مطالب بالتوازن والاعتدال في حياته، ففي الحديث الشريف: "إن لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ". فالتوازُن في كل شئون الحياة هو القاعدة الكبرى في التربية؛ لأن الإسلام يرى أن الغلوَّ كالتفريط، كلاهما يخلّ بمصلحة الفرد كما يخل بمصلحة المجتمع على حد سواء.
يُذكر أن البرامج الموجهة للمرأة ، تعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.