"قول الحق".. ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يواصل ترسيخ القِيم الأخلاقية لدى النشء

ملتقى الطفل: الله سبحانه أيد الحق بمعجزات الأنبياء.. وثبت أصحابه بسنن كونية جارية

عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم السبت، ندوة جديدة من ملتقى " الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، بعنوان: “قول الحق”، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر جهوده في توعية النشء بالأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين، وحاضر في الملتقى الشيخ عبد الكريم أحمد، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، والشيخ محمود عبد الجواد، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر.

وخلال الملتقى، أوضح الشيخ عبد الكريم أحمد، أن تحرى الحق هو صفة كل مسلم، والحق في كتب اللغة وصفوه بالعدل، والثبات، و بالوجوب وباليقين، وبالصدق، ووصفوه بأنه ضد الباطل، فالله حقٌّ في وجوده، فلا يمكن لأحد أن يجحده ويكون مسلمًا، حقٌّ في أفعاله، حقٌّ في قضائه وقدره، حقٌّ في ذاته وصفاته، حقٌّ في ألوهيته، فلا يستحق أحد العبادة إلا هو ، فقوله حق، وفعله حق، ورسله حق، وكتبه حق، ودينه حق، الله هو الحق المطلق، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}، كل الناس، كل البشر، كل المخلوقات تفنى إلا الله، فإنه باق، يبقى، لأنه وجوده حق سبحانه.

وبيَّن الباحث بالجامع الأزهر، أن وعد الله حق لا يخلف، ولا يتخلف وعده، {أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}، {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ}، فلا يبقى لأحد من المخلوقين لا ملِك ولا ملَك، لا يبقى له شيء، ولقاء الله حق، فالبعث حقٌّ لا شك فيه، {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ}، وحسابه حقٌّ لا ظلم فيه، {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}.

ووضح الباحث أن من رحمة الله أن جعل للحق علامات، ولم يترك البشر يضطربون في معرفة الحق، أو تركهم في حيرة، فهذه الكتب التي أنزلها، وهذه الرسل التي بعثها، وهؤلاء الدعاة الصادقون الذين قيّضهم، وهذه الأدلة التي ركزها في الفطرة، وفي القرآن، وفي الواقع؛ للدلالة على الحق، حتى لا يكون لأحد حجة يقول: ما علمتُ، ما دريتُ، مبينًا أن الحق له صفات، وصفات الحق جميلة، وتميزه عن الباطل، ولن يشتبه الحق بالباطل عند مَن يريد معرفة الحق، ويستمدُّ من الله العون والتوفيق، ويسلك السُّبل التي أرشده الله إليها في معرفة الحق.

وتابع: أما مَن أغمض عينه، وأصم أذنه، فلن تملك له من الله شيئًا، والشمس ساطعة في وضح النهار، لكن من تعامى عنها وأغلق عينيه لن يراها، {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}، وقوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}.

وأشار إلى التأييد الإلهي للحق بأن الله أيد الحق بمعجزات للأنبياء، أيدّه بتثبيت أصحابه، أيدّه بسنن كونيه جارية، {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ}، فيثبِّت أصحاب الحق على الحق {وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}، مؤكدًا أن الحق يتصف بالقوة، الحق قوي، الحق ليس ضعيفاً، {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}.

من جانبه، تناول الشيخ محمود عبد الجواد، شرح النداء، حيث قام بتعريفه وبين حالات إعرابه ومواضعه، مدللًا على ذلك بالأمثلة التوضيحية.