الجامع الأزهر


العلوم الشرعية و العربية

ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة.. د/ عبد الفتاح العواري: الإسلام دين الأمن والسلام يفرق بين الحق والباطل.. ويحترم العهود والمواثيق ويُعلي من قيمة عصمة الدماء
Amr Mahmoud

ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة.. د/ عبد الفتاح العواري: الإسلام دين الأمن والسلام يفرق بين الحق والباطل.. ويحترم العهود والمواثيق ويُعلي من قيمة عصمة الدماء

عقد الجامع الأزهر الشريف، حلقة جديدة من ملتقى "الأزهر للقضايا المعاصرة" تحت عنوان: "الإسلام وعصمة الدماء"، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور/ سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور/ عبد الفتاح العواري، ، والأستاذ الدكتور/ عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر.

قال الدكتور/ عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة: إن من يستقرئ آيات القرآن الكريم ويُيمم وجهته شطر سُنَّة النبي ﷺ، سيجد الكثير من التحذيرات الشديدة والوعيد لمن تُسوِّل له نفسه أو يزين له الشيطان سوء عمله، ويُقدم -على مجرد التفكير- في قتل النفس المعصومة.

وتابع الدكتور العواري خلال ملتقى “الأزهر للقضايا المعاصرة” والذي عُقد بالجامع الأزهر تحت عنوان “الإسلام وعصمة الدماء”: فحينما نبحث في أصول الإسلام والشريعة الغراء، لا يمكن أن نجد قاعدة واحدة أو حديثًا واحدًا يأمر بالقتل أو القتال، وينتهك عصمة الدماء، بغضِّ النظر عن معتقد الإنسان، أو ملته، أو دِينه، أو عرقه؛ لأن النفس كرَّمها الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}.

واسترسل: هذا يدل دلالة صريحة على أن القاعدة الكلية في شريعتنا هي السلام، والسلام يعني الأمان الذي يُمنح للنفوس؛ لتتحقق لها الحياة الآمنة دون ترويع، فقد نهى الإسلام عن الترويع وتهديد الآمنين؛ مما يؤكد على أهمية قيمة النفس البشرية، وقد وضع النبي ﷺ الميثاق الأول لحقوق الإنسان قبل مجيء المواثيق الأخرى، ودعا إلى عصمة النفس وعصمة الدماء، فقال ﷺ: "من حمل علينا السلاح فليس منَّا، ومن غشنا فليس منَّا"، وقوله ﷺ: "أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم؛ كحُرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا".

وأضاف العميد الأسبق لكلية أصول الدين، أن الإسلام دين الأمن والسلام، الذي يفرق بين الحق والباطل، ويحترم العهود والمواثيق، ويُعلي من قيمة عصمة الدماء، والسلام هو القاعدة الأساسية لدى الإسلام والمسلمين، والحرب استثناء، ولكنها موجهة لمن اعتدى على المسلمين أو أراد إخراجهم من ديارهم؛ قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وفي آية أخرى قال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ} فالإسلام يُحرِّم الاعتداء على النفس، ويدعو إلى عصمة الدماء، ولم يقف عند المسلمين فقط، بل حرَّم دم كل إنسان؛ لأن المولى -عز وجل- كرَّم النفس البشرية.

الموضوع السابق " الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين
الموضوع التالي "أمة النحل بين الإعجاز البلاغي والعلمي".. انطلاق الملتقى الأول للتفسير القرآني بالجامع الأزهر.. الأحد المقبل
طباعة
373 Rate this article:
لا يوجد تقييم