ملتقى الجامع الأزهر يبرز الإعجاز العلمي في سورة «النمل» والإبداع الإلهي في خلق الكائنات
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، اللقاء الرابع من “ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني” بالظلة العثمانية تحت عنوان: «أُمَّة النمل في القرآن الكريم»، وذلك بمشاركة الدكتور/ إبراهيم الهدهد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور/ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الشيخ/ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.
وخلال اللقاء، تناول الدكتور/ إبراهيم الهدهد، تفسير بعض الآيات الواردة في سورة النمل، مُسلِّطًا الضوء على اختيار اسم السورة وما يتضمنه من دلالات إعجازية، موضحًا أن الآيتين اللتين وَرَدَ فيهما ذكر النملة تمثلان محور السورة؛ حيث قال: «إن تسمية السورة بـ«النمل» توقيف من الله عز وجل، وتؤكد أهمية الدروس والمعاني المستفادة من قصة النملة التي وردت في قوله تعالى: {حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوْا۟ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُوا۟ مَسَـٰكِنَكُمْ}».
وأضاف أن القرآن أطلق على مساكن النمل اسم «مساكن» وليس «بيوتًا»، مبينًا الفرق بين الكلمتين. فالمساكن تشير إلى مكان يتحقق فيه السكن والراحة، وهو ما يظهر في مساكن النمل التي تتسم بدقة التصميم؛ حيث تضمن حسن التهوية، الحماية من المياه الجوفية، والأمان من الأضرار الخارجية. كما أوضح أن حرف الجر «على» في قوله: {أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ} يشير إلى أن مساكن النمل تقع تحت الأرض؛ ما يعكس إعجاز القرآن في وصفه لهذه التفاصيل الدقيقة.
من جانبه، قدَّم الدكتور/ مصطفى إبراهيم، تحليلًا علميًّا لكيفية سماع النملة وتواصلها، مؤكدًا أن العلماء اكتشفوا هذه الحقائق حديثًا باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني، مبينًا أن النملة تسمع عن طريق أجهزة استشعار دقيقة موجودة في أرجلها، وليس في رأسها؛ كما هو الحال عند الإنسان. وقال: «عندما يتحرك جيش عظيم مثل جيش سيدنا سليمان -عليه السلام- بخطوات منتظمة وأدوات ثقيلة، فإنه يُحدث اهتزازات أرضية تلتقطها النملة عبر هذه المستشعرات الدقيقة في أرجلها، التي تعمل كآذان ترسل هذه الذبذبات إلى دماغها؛ لتفسيرها».
وفي حديثه عن مصدر كلام النملة، أشار الدكتور/ مصطفى، إلى أن الفحص الدقيق لجسم النملة كشف أن منطقة البطن -وتحديدًا بين العقلة الثالثة والرابعة- تحتوي على شعيرات دقيقة وهياكل خاصة، تُمكِّن النملة من إصدار الأصوات، مؤكدًا أن هذا الاكتشاف يعكس الإبداع الإلهي في خلق الكائنات الدقيقة، ودقة النصوص القرآنية التي أشارت إلى هذا الإعجاز منذ قرون.
واختُتم الملتقى بتأكيد العلماء على أن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يمثل دعوة للتأمل والتفكر في خلق الله عز وجل، وأهمية هذه اللقاءات العلمية، والعمل على استثمارها في تعميق الفهم، وتبصير المجتمع بعظمة القرآن الكريم.