الجامع الأزهر


رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها

ملتقى الطفل بالجامع الأزهر: العمل وسيلة لإصلاح الحياة والإسلام حث على إتقانه لإعمار الكون
Sameh Eledwy

ملتقى الطفل بالجامع الأزهر: العمل وسيلة لإصلاح الحياة والإسلام حث على إتقانه لإعمار الكون

   عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم السبت، النسخة الثانية والأربعين من ملتقى "الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، حول "أهمية العمل وإتقانه"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأستاذ الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبمتابعة د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وخلال اللقاء، أكد الدكتور عبد الرحمن أبو شنب، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، أن العمل وسيلة لإصلاح الحياة، والإسلام دعا إلى العمل وحث عليه وبين أن عمل الإنسان ينتقل معه إلى الدار الآخرة، ليُجزى هناك على حسب عمله إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر ، قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) ﴾ وعن سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَمْسَى كالًّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ أَمْسَى مَغْفُورًا لَهُ».

وشدد أبو شنب، على أن العمل في الإسلام هو أمر مطلوب من المسلم أن يقوم به على الوجه الأحسن والأفضل، لأن هذا العمل سوف يعرض على الله ورسوله والمؤمنين ، قال تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".

وأضاف د. عبد الرحمن: ليس معنى هذا أن العمل في الإسلام هو مجرد العمل للآخرة بل إن الإنسان مسئول عن عمارة الدنيا، فالإسلام لا يعرف حياة التواكل بل إن الإسلام لا يرى في المسلم إلا كادحًا عاملًا مؤديًا دوره في الحياة آخذًا منها معطيًا لها، ورد عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ , فَرَأَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ , فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ, وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ, وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَهْلِهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ, وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى تَفَاخُرًا وَتَكَاثُرًا فَفِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ».

وذكر الباحث بإدارة شئون الأروقة، بعض ثمرات الإتقان في العمل؛ كالفوز برضوان الله عز وجل، والمساهمة في بناء صرح الوطن وتقوية كيانه، فيعيش الناس في رغد ووفرة ومنعة، فضلًا عن اكتساب ثقة الناس، ومضاعفة الإنتاج وزيادة الأرباح، وتوثيق عُرَى المحبة بين أفراد المجتمع، مستشهدا بقول الرسول _صلى الله عليه وسلم _: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ ".

وتابع: وبالعودة إلى السيرة النبوية نراه عليه الصلاة والسلام القدوة الصالحة في مجال العمل وإتقان العمل، فاقتدى به الصحابة رضوان الله عليهم، وعلينا نحن أن نقتدي به صلوات ربي وسلامه عليه في الالتزام بإتقان العمل.

وحول تنمية مهارات الكتابة والقراءة لدى النشء، تناول أحمد عبد العزيز، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالأروقة الخارجية، "الفعل المضارع وعلاماته"؛ موضحًا أن الفعل المضارع هو الفعل الذي يدل على معنى في نفسه مقترنًا بزمان يحتمل الحال أو المستقبل، ومعنى ذلك عند قولنا: "يدرسُ الطّالب"؛ يتبيَّن لنا أن الفعل "يدرس" هو فعلٌ مضارعٌ دلَّ على معنى في نفسه وهو فعل "الدِّراسة"، وهذا المعنى مقرون في الزمن الحاليّ ويحتمل المستقبل.

وأضاف إن علامة الفعل المضارع أن يقبل دخول "لم" أو "لن" أو "سوف" أو "السين"، وهو فعل مُعرَب؛ أي تتغيَّر حركة آخره بتغيُّر ما يسبقه أو يلحق به من حروف، إلّا أنّه مرفوعٌ في أصله.

وبين الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالأروقة الخارجية، أن من علامات رفع الفعل المضارع الضمَّة الظّاهرة، وذلك إن كان الفعل صحيح الآخر، مُجرَّدًا من أدوات النَّصب والجزم، ومثال ذلك قولنا: يقرأُ الطالبُ الدَّرسَ؛ فالفعل "يقرأ" صحيح الآخر غير مسبوق بأداة نصب أو جزم؛ لذلك يكون إعرابه فعلًا مضارعًا مرفوعًا وعلامة رفعه الضمَّة الظّاهرة على آخره.

يذكر أن ملتقى " الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات؛ وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.

الموضوع السابق وكيل الأزهر لدارسي الرواق الأزهري بالبحيرة : نهدف لنشر العلم الوسطي بجميع ربوع مصر والعالم الإسلامي
الموضوع التالي بمشاركة (٥٠٧) متقدمًا.. انطلاق اختبارات مسابقة بنك فيصل لحفظ القرآن بأسيوط
طباعة
466 Rate this article:
لا يوجد تقييم