الجامع الأزهر


رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها

ملتقى “شبهات وردود” بالجامع الأزهر يوضح “مكانة سيناء في القرآن”
Sameh Eledwy

ملتقى “شبهات وردود” بالجامع الأزهر يوضح “مكانة سيناء في القرآن”

د. مجدي عبد الغفار: أرض سيناء موطن استجابة الدعاء.. ونجاة للهداة وهلاك للعصاة

الشيخ صابر السعيد: يحقّ لنا أن نفخر بأرض سيناء.. وعلينا أن نستلهم الدروس والعبر من الأحداث التي مرت عليها

 

     عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، ملتقاه الأسبوعي "شبهات وردود" عن "سيناء ومكانتها في القرآن الكريم"، وحاضر فيه د. مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار اللقاء الشيخ صابر محمد السعيد، الباحث بإدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.

وخلال الملتقى، أكد الدكتور مجدي عبدالغفار، أن سيناء أرض مباركة، موضحًا أن صفوة الخلق وهم الأنبياء مر العديد منهم على أرضها، وعلى هذه البقعة المباركة تجلى الله - سبحانه وتعالى - لسيدنا موسى عليه السلام، فاهتز الجبل ولم يتحمل أنوار الله - سبحانه وتعالى - حيث قال سبحانه: "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ".

وأضاف د. عبد الغفار، أنَّ سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية، وأرض الشرف ولها مكانة عظيمة ومميزة في القرآن الكريم، وليست هذه المكانة مع نزول القرآن وفقط، بل قبل نزوله، فهي أول أرض شهدت أول وحي إلهي مباشر بغير واسطة (جبريل عليه السلام)، عند جبل الطور بسيناء على أرض مصر، قال تعالى في حق سيدنا موسى عليه السلام: "وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا" (مريم : 52)، أي في ذلك المكان (الجانب الأيمن) من جبل الطور كان أول وحيّ ونداء من الله لموسى عليه السلام.

وأشار رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، إلى أن سيناء وردت في القرآن الكريم مرتين صراحة، إحداهما في سورة المؤمنون، حيث قال تعالي: "وشَجرةً تخْرجُ مِن طُورِ سَيْناءَ تَنبُتُ بالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآَكِلِينَ" والأخرى في سورة التين في قوله تعالي: "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين"، وفي هذه الآية امتنان ببعض ما أنعم الله به وتفضل به على العباد من أراض خصبة تنبت بها الزروع والثمار وتجلب لهم الخير والرزق طوال العام.

كما تتميز أرض سيناء عن غيرها بأنها موضع قدم للأنبياء، وموطن استجابة الدعاء، ونجاة للهداة وهلاك للعصاة، وفيها الجبل الوحيد الذي تجلى عليه رب العالمين، موصيًا الشباب بالمحافظة على ترابها وأرضها.

من جهته، أوضح الشيخ صابر السعيد، أنَّ سيناء أرض طاهرة بنص القرآن الكريم قال الله: (إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى) وكأنَّ الله يريد أن يقول لنا في طريق النصر على الأعداء: ينبغي على كل واحد أن يخلع نعليه من الشهوات والشبهات ومما علق بنا من أمور الدنيا، فتأتي سيناء بهذه اللفتة القرآنية لتخبر الأمة أن تخلع عباءة الدنيا ليعيد الله لها مجدها.

وأضاف أنَّ هذه البقعة أمّنها الله بقدرته وحكمته يوم أن يقل النصير وينعدم من يدافع عنها، حيث قال الله على لسان سيدنا يوسف: "وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، وسيدنا يوسف مشى على أرض سيناء، فحُقّ لنا أن نفخر بهذه الأرض وأن نستلهم منها الدروس والعبر سائلين الله أن يكتب للأمة النصر والتمكين.

الموضوع السابق ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يوضح أهمية التوعية بمكانة المقدسات في الإسلام
الموضوع التالي اليوم.. انعقاد ملتقى “شبهات وردود” بالجامع الأزهر عن “سيناء ومكانتها في القرآن”
طباعة
525 Rate this article:
1.8