الجامع الأزهر


رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها

ملتقى الأزهر للتفسير والإعجاز القرآني: الماء سر الحياة في خطاب القرآن الكريم.. والأساس الذي تنبثق منه الحياة بأكملها
Sameh Eledwy

ملتقى الأزهر للتفسير والإعجاز القرآني: الماء سر الحياة في خطاب القرآن الكريم.. والأساس الذي تنبثق منه الحياة بأكملها

القرآن الكريم سبق العلم الحديث في الإشارة إلى خصائص الماء وأهميته في الكون

     عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني، تحت عنوان: «مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن الماء»، بحضور الأستاذ الدكتور/ حمدي الهدهد، عميد كلية البنات بالعاشر من رمضان بجامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور/ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الدكتور/ مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.

وخلال اللقاء، أكد الأستاذ الدكتور/ حمدي الهدهد، على دقة التعبير القرآني في وصف الماء بأنه أصل الحياة، مشيرًا إلى قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾، حيث أوضحت الآية أن الماء ليس مجرد عنصر من عناصر الحياة، بل هو الأساس الذي تنبثق منه الحياة بأكملها، موضحًا  أن تقديم الجار والمجرور في الآية يفيد الحصر، أي إن كل شيء حي في هذا الكون يستمد حياته من الماء. كما أكد أن الله سبحانه وتعالى أسند هذا الفعل إلى نفسه باستخدام ضمير العظمة «وجعلنا»؛ مما يدل على عظمة الخلق والتدبير الإلهي، وهو ما يعجز عن فعله أي مخلوق.

وأشار إلى أن الماء يمثل أحد أعظم آيات الله في الكون؛ حيث جعله الله عنصرًا متجددًا قادرًا على التحول بين الحالات الفيزيائية المختلفة؛ ليظل متاحًا في كل البيئات التي تحتاجه فيها المخلوقات، لافتًا إلى أن القرآن الكريم يبين أن الماء كائن يسبح بحمد الله، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾؛ مما يدل على أن جميع مكونات الكون -بما فيها الماء- تؤدي وظيفتها وفق نظام إلهي دقيق.

من جانبه، أكد الدكتور/ مصطفى إبراهيم، أن القرآن الكريم أشار إلى خصائص الماء بعبارات علمية دقيقة،د؛ حيث يتمتع الماء بخصائص فيزيائية وكيميائية تجعله العنصر الوحيد القادر على احتضان الحياة ونقلها من كائن إلى آخر، موضحًا أن جزيئات الماء تتميز بقدرتها الفريدة على الاتحاد والتفكك وفقًا لاحتياجات الكائنات الحية؛ وهو ما يعكس دقة النظام الذي أودعه الله فيه، وقد سبق القرآن العلم الحديث في الإشارة إلى هذه الخصائص؛ مما يعزز من قيمة الإعجاز العلمي في كتاب الله.

وأضاف أن الماء ليس مجرد مركب كيميائي، بل هو سر من أسرار الوجود؛ إذ يستطيع التأقلم مع مختلف الظروف البيئية؛ ليحافظ على بقاء الكائنات الحية، مشيرًا إلى أن  خاصية التوتر السطحي للماء، والتي تُمكِّن بعض الحشرات من السير فوقه، وكذلك قدرته الفريدة على إذابة العديد من المواد الضرورية للحياة، تدل على عظمة خلق الله، مؤكدًا أن هذه الخصائص تجعل الماء العنصر الوحيد القادر على دعم الحياة، وهو ما أشار إليه القرآن بدقة علمية قبل أن يكشف عنه العلماء في العصر الحديث.

الموضوع السابق ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر.. الدكتور/ السيد بلاط: الأمة الإسلامية والعربية اليوم في أمسِّ الحاجة إلى تطبيق نموذج المؤاخاة.. لأنه لا سبيل للنصر غيره.
الموضوع التالي الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: القلب هو المَلِك الحاكم لصلاح الإنسان أو فساده
طباعة
220 Rate this article:
لا يوجد تقييم